للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيجب عليك أيها المسلم أن لا ترى لنفسك معهم حقا وتتنازل عن حقك لهم. أما إذا كنت قاضيا بين واحد من أهل البيت وآخر من عامة الناس فيأمرك الصيادي بالتالي: «عليك أن تسعى في استنزال صاحب الحق من حقه إذا كان المحكوم عليه من أهل البيت». (١)

فهو يسوغ لهم الظلم ويحث الآخرين أن يطيبوا نفسا بهذا الظلم ويرضوا به كرضاهم بقضاء الله وقدره، وإلا كانوا متطاولين عليهم إن طالبوا بحقهم منهم ويدعو الحكام والقضاة أن يميلوا عن الحق إلى جانب الأئمة ولو كانوا ظالمين.

وبالمقارنة بين هذه الآداب مع الأئمة وبين الآداب التي افترضتها الباطنية مع الأئمة لا نجد فرقا إلا بالعبارة، ولقد تأملت إحدى رسائل الإسماعيلية للداعي الإسماعيلي الباطني القاضي النعمان بن محمد المغربي بعنوان (كتاب الهمة في آداب اتباع الأئمة) يذكر آداب المريد مع إمامه على نحو مماثل لما يدعو الصوفية إليه.

والسؤال: هل كان رسول الله ليرضيه مقابلة الظلم بالتسليم والرضا ووضع الحق بجانب أفراد أهل بيته وإن ظلموا؟ ألم يقلها صريحة مدوية أمام الملأ ((والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد صلى الله عليه وسلم يدها)) (٢). (متفق عليه

ألم يتوعد عمر رضي الله عنه ابن عباس بالتعزير إن لم يكف عن الفتيا بإباحة زواج المتعة؟ على أن الصيادي يوجب على كل مسلم احترام من انتسب إلى أهل البيت من غير أن يطالبوه إثبات صحة هذا النسب، يقول: «وليعلم أنه ينبغي احترام وتعظيم كل من ينتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون تكليفه إلى إثبات نسبته إليه». (٣)


(١) ((ضوء الشمس)) (١/ ٢٧٢).
(٢) رواه البخاري (٣٤٧٥) ومسلم (١٦٨٨)
(٣) ((ضوء الشمس)) (١/ ٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>