للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ثم إنه يقال كيف يحصل التبديل في لفظ "الضحك" و"الغضب" و"الأصابع" وغير ذلك – فهل هذا مما يحصل فيه اللبس والخطأ؟ وفيما يلي أحاديث من صحيفة وهب بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه – التي وجدت وطبعت، وقد سردها الإمام أحمد بكاملها في مسنده (١) فاستقرأتها واخترت منها سبعة أحاديث موضوعها في الصفات تدل قطعاً على عدم التغيير:١ - ((لما قضى الله الخلق كتب في كتاب عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي)) (٢) وفيه صفات: قضاء الخلق، والاستواء، والرحمة والغضب.٢ - (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)) (٣) , وفيه صفة المحبة.٣ - ((يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم ينقص مما في يمينه. قال: وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض والبسط يرفع ويخفض)) (٤) , ففي هذا الحديث إثبات اليدين لله وأنه يفعل بهما: الإنفاق باليمين، وبالأخرى يرفع ويخفض.٤ - ((تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم، فقال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتليء حتى يضع الله عز وجل قدمه، فتقول: قط، قط، فهنالك تمتليء ويزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله تعالى ينشئ لها خلقاً)) (٥) , وفيها من الصفات لله: صفة الكلام والقدم.٥ - ((لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في)) (٦). وفيه إثبات صفة الفرح لله تعالى.٦ - ((اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله)) (٧) , وفيه إثبات صفة الغضب.٧ - ((يضحك الله لرجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: يقتل هذا فيلج الجنة، ثم يتوب الله على الآخر فيهديه إلى الإسلام، ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد)) (٨) , وفيه صفة الضحك.

ثم إن الرازي أتى بكلام ممجوج يدل على الطعن في الصحابة قال: "بل ذلك من ألفاظ الراوي" فالذين سمعوا من الرسول صلى الله عليه وسلم هم الصحابة – فاتهامهم بالتغيير طعن فيهم، بل يزداد الأمر سوءاً إذا كان ذلك في أصل الدين في إلهية الرب سبحانه وربوبيته، إذ حاصله أن الصحابة لم يعتقدوا الاعتقاد السليم!.


(١) انظر ((مسند الإمام أحمد)) (٢/ ٣١٢ - ٣١٨).
(٢) رواه البخاري (٣١٩٤) , ومسلم (٢٧٥١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) رواه البخاري (٦٥٠٧) , ومسلم (٢٦٨٣) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
(٤) رواه البخاري (٧٤١٩) , ومسلم (٩٩٣) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٥) رواه البخاري (٤٨٥٠) , ومسلم (٢٨٤٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٦) رواه مسلم (٢٧٤٧) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٧) رواه البخاري (٤٠٧٣) , ومسلم (١٧٩٣) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٨) رواه مسلم (١٨٩٠) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>