للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أدري كيف يتصور الميرغني أن شيخه سيقدم له كل هذه المساعدات والعون وهو ميت في قبره.

ونجد أيضا محمد سر الختم يصف جده السيد المحجوب بصفات تفوق صفات البشر، فينسب إليه معرفة حجب القلوب، وأنه يفرج الكربات إذا دعي اسمه، وينجد من يستنجد به حيا أو ميتا، على السواء، وأن إليه التصرف في الكون، لأنه كما يقول: من سلالة، من التجأ إلى حماها سعد، ومن الذين هم خزائن أسرار الإله:

يا رب أمدنا بفيض الميرغني

السيد المحجوب غوث اللاهف

كشاف حجب للقلوب فأصبحت

ملأى بنور الحق ذات تحائف

كم فرج الكربات إن دعي اسمه

يأتي كلمع البرق أرأف رائف

خلع الإله على اسمه خلع الرضا

وحباه كل مواهب وتحائف

نطق الجماد له وكان بمحضر

في شهر صوم في تلاوة عاكف

إذا ما تلا وأتى سلاما قالها

فأجابه الكون المقر لعارف

فاهتزت الأشجار والأحجار قائلة

سلاما كررت بمواقف

نجداته بحياته كمماته

جرب فسرعتها كبرق خاطف

إلى أن يقول:

هو صفوة الأخيار والأطهار من

قوم لهم في الدين حسن مواقف

من يلتجئ بحماهمو يلقى الهنا

فوق الرجا جادوا لنا بمضاعف

وهم الخزائن للإله وسره المكنون

في الملأ العلي الصائف

وهم العطية للرضا وكوثر

المختار في الذكر الحكيم الواصف (١)

ويمدح جعفر الميرغني والده محمد عثمان ويدعو مريديه أن يتوسلوا به لقضاء حاجاتهم وتحقيق آمالهم إذ هو الذي يغيث المكروب ويشفي السقيم وبجاهه تكون النجاة:

يا رب صلي على مقام الختم سيدنا

وحفه بالرضا يا واسع الكرم

بادر بصدق وود عالي الهمم

وأنزل بساحة ختم القوم من حرم

وحط رحلك في أبوابه فعسى

بجاهه ينجك المولى من العدم

وسل به كل ما ترجوه من أمل

فهو الذي جوده كالغيث والديم

غياث ذي كرب شفاء ذي وصب

غوث لذي نصب في السهل والأكم (٢)

ويقول أيضا عن والده مادحا له واصفا له بصفات تتضمن معاني مخالفة لمقررات العقيدة الإسلامية فيقول: إنه ملاذ الخائفين، الذي يصفح عن الزلات، ويغيث المكروبين ولا أدري ماذا ترك هذا السيد لله سبحانه وتعالى من صفات:

أنت الغياث إذا ناداك ذو كرب

أنت العياذ ملاذ الخائف الحزن

أنت الصفوح عن الزلات يا أملي

كجدك المصطفى المعهود بالمنن (٣)

ونجد أيضا محمد سر الختم يمدح والده (محمد عثمان الختم) مدعيا أن من لاذ به في الدنيا نجا، وفوق هذا فإنه يجادل عن من قصده في يوم الحشر:

من لاذ بالختم إذ نابته واقعة

مثل الحديد ورت نار الورى شرره

يكفيه ذاك وفي العقبى مجادلة

في الحشر يوم امتحان الله من وره (٤)

ويقول محمد سر الختم الحفيد مادحا جده (محمد عثمان الختم) طالبا من الناس أن يلوذوا به ليحقق لهم مقاصدهم وأن ييمموا حماه ليجدوا ما يطلبون:

ختم الولاية والعرفان سيدنا

السيد السند القدسي عثمان

الميرغني الذي ما زال معتصما

بربه وله من شأنه شان

يمم حماه تجد ما أنت طالبه

ينصاع بالذكر من جدواه إنسان

ولذ به عندما أملت نيل مني

وحقق القصد فيه فهو محسان (٥)

ويقول عثمان تاج السر يمدح عمه محمد الحسن الميرغني:

أضحت رقاب الخلق خاضعة له

والوحش في الفلوات والأفيال

فالملك والملكوت طوع يمينه

والكون والجبروت طوع شمال

يا واقفا عند المقام فلذ به

وأمدد أكف الفقر والإذلال

فالله يقبل كل من يسأل به

متوسلا ويجيبه في الحال (٦)


(١) ملحقات ((القصائد المدنية)) محمد سر الختم ملحق، ((النور البراق))، (ص ١٠٦).
(٢) ((الديوان الكبير))، المسمى ((رياض المديح)) جعفر الميرغني (ص ٣٣).
(٣) ((الديوان الكبير))، المسمى ((رياض المديح)) جعفر الميرغني (ص ٧٣).
(٤) ديوان ((مجمع الغرائب))، (ص ١٤١) (ملحقات).
(٥) ((القصائد المدنية))، (ملحقات النور البراق)، (ص ١٠٨).
(٦) ((النور البراق))، (ملحقات)، (ص ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>