للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الآخر منهم: إن أولياء الله ينصرون أولياءهم ويدمرون أعداءهم (١)"إن للأولياء قدرة واختيار أن يرجعوا السهم المطلق من الرمية إليها" (٢)"إن الوهابيين يقولون: إن أولياء الله لا يستطيعون دفع الذباب عن قبورهم ولكنهم لا يعلمون أن لهم قدرة أن يقلبوا العالم كله ولكنهم لا يتوجهون إلى ذلك" (٣)"إن أولياء الله لهم تأثر في تغيير القضاء المعلق" (٤).

ويقول الآخر: إن تصرف الأولياء يزداد بعد وفاتهم" (٥).

هذا ومثل هذا كثير جدا.

فهذه هي معتقدات القوم في الأولياء والصالحين وفي الأنبياء والمرسلين كمعتقدات النصارى واليهود في المسيح وعزيز والكليم، وكعقيدة المشركين والوثنيين القدامى في اللات والهبل والعزى والمناة ويغوث ويعوق ونسر وغيرهم من عباد الله الصالحين الذين جعلوهم لله شركاء.

ومادام أن أنبياء الله ورسله وأولياء الله وصلحاءه يملكون هذه القدرة والاختيار فلابد أن يحصل لمؤسس هذه الطائفة نصيب منها.

وفعلا نسب أنصاره ومناصروه إلى البريلوي أحمد رضا أكثر مما نسبه هو والآخرون إلى المشايخ والصالحين والأولياء. فقالوا فيه: إنه مالك ورزاق وسيد مرشد ومالك وشافع ومغيث وغير ذلك" (٦).

ويناديه أحد أتباعه ويدعوه بقوله: يا سيدي يا رزاق أعطني من نوالك، لأن كلبك هذا راج لعطائك منذ مدة فانظر إلى عبيدك هذا بنظرة الكرم، لأنه مهما ارتكب من الأخطاء والذنوب فإنه كلبك" (٧).وأيضا "إن تركنا بابك يا أحمد رضا فمن أين نسأل ونستجدي، لم يخب أحد من بابك، فإنك يا أحمد رضا تعطي السائلين كل ما يطلبونه" (٨).

وقيل في قبره: إن قبره ومزاره دار الشفاء للمرضى، وإنه حلال المشاكل ومسهل الأمور وقاضي الحاجات" (٩)"إن المرضى كانوا يستشفون من عيسى، ولكن أحمد رضا يحيى الأموات" (١٠).

وقال الآخر: إن أحمد رضا هو المبصر للقلوب والأعين، وهو معطي الإيمان، وهو المنجي في الكونين" (١١).

ويقول: إن أحمد رضا هو الرزاق وهو مجيب الدعوات وهو حلال المشاكل، وهو الغوث وقطب الأولياء، وهو الذي كان له الظل في الحشر يوم لا يكون هناك الظل، وتحصل معيته في القبر والحشر والنشر، وإنه هو الرزاق ونحن فقراء إليه" (١٢).

فهذا هو القوم وهذه هي معتقداتهم مخالفة تماما لتعاليم الرحمن الذي بينهما في القرآن، وتعاليم الرسول الكريم التي ثبتت بالأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه، بل هي عين تلك العقائد التي كان مشركو قريش وكفار الجزيرة وأهل الجاهلية الأولى يعتقدونها ويؤمنون بها، ولم يأت نبي الله تبارك وتعالى وصلواته وسلامه عليه إلا للقضاء عليها وإبطالها كما بيناه سابقا.

وقبل أن نختم هذا البحث نريد أن نورد ههنا ما كتبه علامة شبه القارة ووحيد عصره النواب الشيخ صديق حسن خان في تفسيره "فتح البيان" تحت قول الله عز وجل: قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما يشاء الله:


(١) ((رسول الكلام)) لديدار علي البريلوي (١٢٩) ط لاهور.
(٢) ((جاء الحق)) لأحمد يار (١٩٧).
(٣) ((جاء الحق)) لأحمد يار (٢١٣).
(٤) ((بهار شريعت)) جزء أول (٦).
(٥) ((الفتاوى النعيمية)) (٢٤٩).
(٦) انظر لذلك ((مدائح أعلى حضرة)) لأيوب رضوي (٤،٥).
(٧) انظر لذلك ((مدائح أعلى حضرة)) لأيوب رضوي (٤،٥).
(٨) انظر لذلك ((مدائح أعلى حضرة)) لأيوب رضوي (٤،٥).
(٩) ((مدائح أعلى حضرة)) (٩) وما بعد.
(١٠) ((مدائح أعلى حضرة)) (٢٥).
(١١) ((نغمة الروح)) لعبدالستار البريلوي (٤٢).
(١٢) ((نغمة الروح)) (٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>