للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: ما المراد بالجن والملائكة والأبالسة في كتاب حمزة؟

ج: إن المراد بالجن والأبالسة الناس الذين لم يطيعوا دعوة مولانا الحاكم، وأما الشياطين فأرواح خبيثة لا أجسام. أما المراد بالملائكة المقربين والمستجيبين لدعوة الحاكم بأمره، فهو الرب المعبود في كل الأدوار.

س: ومن هم الحرم الأربعة؟

ج: هم إسماعيل ومحمد وسلامة وعلي، وهم الحكمة، النفس، بهاء الدين، ابن أبي الخير.

س: ولماذا تسموا حرما؟

ج: لأن حمزة هو بمقام الرجال، وهم نسوان، لأنهم عنده بمنزلة النساء في طاعتهم له.

س: وما ذكر الأحاليل والفرج؟

ج: أشار إلى حالة ولا محلة، لأن الإحليل يقوي ويعمل الحركة، على فرج المرأة، وكذلك مولانا جعل سلطان لاهوته يغلب المشركة كما رأينا في رسالة يقال لها (حقائق الهزل).

س: ولماذا أوصانا حمزة بن علي بأن نخفي الحكمة ولا نكشفها؟

ج: لأن فيها أسرار مولانا وعهوده، فلا يجب أن نكشفها إلى أحد لأنها خلاص النفوس وهي حياة الأرواح.

س: ألعلنا نحن نخلص، ولا نريد كل الناس أن تخلص؟

ج: هذا ليس من طريقته، لأن الدعوة ارتفعت وغلق الباب وكفى من آمن، وكفر من كفر.

س: وما معنى إبطال الصدقة على بعض الناس؟ ج: إن الصدقة لا تجوز عندنا، إلا على أخينا الموحد العاقل، وأما على غيره فهي حرام أبدا (١).والدروز في الوقت الحاضر، يحاولون أن يطوروا دينهم، بما يتناسب وروح العصر، وذلك بطباعة ما يسمى بـ (مصحف الدروز) (٢) أو المنفرد بذاته، والذي ينسب تأليفه إلى كمال جنبلاط أحد زعمائهم (٣) بالتعاون مع عاطف العجمي.

ويحاول كاتب هذا المصحف أن ينسبه إلى حمزة بن علي ولكن من المؤكد أن هذا المصحف قد كتب حديثًا، والدليل على ذلك ألفاظه وأسلوبه العصري، والتي تدل على أنه كتب في العصر الحاضر، لذلك لا نستبعد أن يكون كاتبه كمال جنبلاط.

وكاتب هذا المصحف، يحاول فيه أن يحاكي القرآن الكريم، بل يحاول أن يقتبس الكثير من الآيات القرآنية، والتي توافق هواه، فيبدل ويحور فيها، ويضيف ما يشاء من عنده، ليبرهن إلى ما يرمي إليه.

وقد حاولت أن أجمع الآيات، التي حورها وبدلها، فتبين لي أن الآيات كانت فقط آيات مشاهد القيامة، والجنة والنار، وكذلك آيات الوعيد للكافرين بالعذاب والجحيم، وآيات الجنة والنعيم للمؤمنين.

وكل هذه الآيات يحورها إلى ما يرمي إليه، وهو أن العذاب سيكون لكل من يكفر بألوهية الحاكم، والنعيم سيكون للموحدين الذين يعبدون الحاكم.


(١) رسالة (في معرفة سر ديانة الدروز) مخطوط في جامعة ييل.
(٢) اطلعت على هذا المصحف في المكتبة الخاصة لأحد الأشخاص، وقد طبع منه عدد قليل جدا، وبشكل سري قبل بضع سنوات، وهو مكتوب بخط جميل.
(٣) أحد زعماء الدروز المرموقين، وهو من السياسيين اللبنانيين المخضرمين، وكان كثير التعمق في الديانات الهندية القديمة، لذلك كثرت سفراته إلى هناك. وقد قتل بعد أحداث لبنان الأخيرة في سنة ١٣٩٧ هـ الموافق ١٩٧٧ م ..

<<  <  ج: ص:  >  >>