للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الباطن فقد سمعتم في المجالس بأن الصلاة هي العهد المألوف، وسمي (صلاة) لأنه صلة بين المستجيبين وبين الإِمام، يعني علي بن أبي طالب، واستدلوا بقوله: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ [العنكبوت:٤٥] فمن اتصل بعهد علي بن أبي طالب انتهى من محبة أبي بكر وعمر، وقد رأينا كثيرًا من الناس اتصلوا بعهد علي بن أبي طالب وكانوا محبين لأبي بكر وعمر، وكانوا يمضون إلى معاوية ويتركون علي بن أبي طالب، وقالوا: إن العهد في وقتنا هذا هو الصلاة، لأنه صلة بينهم وبين مولانا جل ذكره، والفحشاء والمنكر: أبو بكر وعمر، وقد اتصل بعهد مولانا جل ذكره في عصرنا هذا خلق كثير لا يحصيهم غير الذي أخذ عليهم، ولم يرجعوا عن محبة أبي بكر وعمر، ولا عن خلاف مولانا جل ذكره وعصيان أوامره.

فقد صح عندنا أنه بخلاف ما سمعنا في المجالس، ورأينا مولانا جل ذكره قد نقض الباطن الذي سمعناه، لأنه أباح لسائر النواصب إظهار محبة أبي بكر وعمر، وقرئ بذلك سجل على رؤوس الأشهاد ... فعلمنا بأنه علينا سلامه ورحمته قد أسقط الباطن مثلما أسقط الظاهر، فنظرنا إلى ما ينجينا من العذابين جميعًا، ويخلصنا من الشريعتين سريعًا، ويدخلنا جنة النعيم التي وعدنا بها، فعلمنا بأن الصلاة هي لازمة في خمسة أوقات فإن تركها أحد من سائر الناس كافة ثلاثًا فقد كفر، هي صلة قلوبكم بتوحيد مولانا جل ذكره لا شريك له على يد خمسة حدود: السابق، والتالي، والجد، والفتح، والخيال، وهم موجودون في وقتنا هذا، وهذه هي الصلاة الحقيقية، لأن الصلاتين: الظاهر والباطن، ومن مات ولم يعرف إمام زمانه وهو حي، مات موتة جاهلية، وهو معرفة توحيد مولانا جل ذكره، وقوله: (حي) يعني دائمًا أبدًا في كل عصر وزمان، والفحشاء والمنكر هما الشريعتان الظاهر والباطن.

فمن وحد مولانا جل ذكره، ينهاه توحيد مولانا جل ذكره عن التفاته إلى ورائه وانتظاره العدم المفقود، وقال: (من ترك الصلاة ثلاثًا متعمدًا فقد كفر) يعني توحيد مولانا جل ذكره على يد ثلاثة حدود وهم: ذو معة، وذو مصة، والجناح، الحاضرون في وقتنا هذا، وهم موجودون ظاهرون للموحدين، لا للمشركين، وأنا أبين لكم أشخاصهم مع أشخاص حدودهم، وأشخاص (لا إله إلا الله) وأشخاص (الحمد لله رب العالمين) في غير هذا الكتاب بتوفيق مولانا جل ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>