للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الشهادتين في نظر الدروز تدلان على عبادة الحاكم وعلى أئمة دعوة الدروز، ولا يقصد بهما ما يقصده أهل السنة، ولا الإِسماعيلية.

وأن الصلاة هي صلة قلوب الدروز بعبادة الحاكم على يد خمسة حدود، وهذه هي الصلاة الحقيقية في نظرهم.

وأما الزكاة فهو عبادة الحاكم، وتزكية قلوبهم وتطهيرها وترك ما كانوا عليه.

وفيما يتعلق بالصوم، فهو صيانة قلوبهم.

وكذلك الحج صار له معنى مختلف، هو توحيد الحاكم.

أما الجهاد فقد أسقطوه عن الناس، لأن الجهاد الحقيقي – كما يزعمون – هو السعي والاجتهاد في توحيد الحاكم ومعرفته وعدم الإِشراك به. وهكذا فإن هدم الشريعة الإِسلامية هو الهدف الأول والأخير من جميع الحركات الباطنية وفي مقدمتهم الدروز وإذا صنفنا الهدامين جاء حمزة في طليعتهم، ولذا لا نعجب إذا مهد لهذا بهذه الرسالة. ولهذا فإنه يعتبر نفسه مبيد الشريعة وناسخها، يقول في رسالة (التحذير والتنبيه): (أنا ناسخ الشرائع ومهلك أهل الشرك والبدائع، أنا مهدم القبلتين، ومبيد الشريعتين ومدحض الشهادتين) (١).


(١) رسالة ((التحذير والتنبيه)).

<<  <  ج: ص:  >  >>