للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مصحف الدروز حديث استهزائي عن فرائض الإِسلام إذ يقول: (يا أيها الموحدون، خذوا حذركم، ود الذين ظلوا على أصنامهم عاكفين لو يرجعونكم إلى دينهم وعقائدهم الباطلة، فتستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير وحق. إن صلواتهم ذات الركوع الجسدي والسجود الظاهري، واتخاذهم كلام الكتاب رثاء ووسيلة، يخادعون بها الله الحاكم البر والموحدين، وما يخدعون إلا أنفسهم وهم يعلمون. لقد ضل قوم اتجهوا بأجسادهم إلى بيت حجارة قلوبهم، وغلوا في كفرهم، فألبس عليهم كل يوم خمس صلوات في نهج صاحب البيت، جل ذكره، وهو معهم، وتجلى لهم في مشرق شمس الناسوتية، ذات المشرقين والمغربين، تعالى الله مولى الموالي عن نقص المنقصين، وبهتان المتكبرين، وفي أنفسهم وما يبصرون، وغرتهم الأماني أصنام كعبتهم وأربابها) (١).ويضيف في مكان آخر من هذا المصحف استهزاء بالمسجد الحرام فيقول: (قل، ليس الإِيمان أن تولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام، مثل بيت الأوثان، أو شطر المشرق والمغرب، أو التصعيد في جبل الذنوب والأصنام، أو اتباع سنة الجاهلية الأولى، ولكن الإِيمان والتوحيد هو فيمن آمن بمولانا الحاكم ربًا إلهًا لا معبود سواه) (٢).ويعتبر بهاء الدين في (الرسالة الموسومة برسالة السفر إلى السادة) أن جميع اعتقادات الأمم الأخرى تمويهات ويقول: (وهذه الفرق من الأمم فهم النصرانية والمسلمين واليهودية والمجوسية أعني الإِبراهيمية الحشوية، ومن المذاهب كالنصيرية والقطيعة وأصحاب إسحق الأحمر وهم الحمراوية، وجميع من لم نسميه فقد بطلت دعاويهم لأنها تمويهات على الأمم وغير جائزة إلا على أشباه البقر والغنم، والعقل يقطع، والحق يدفع ويمنع صحة قول كل أحد من جميع من ادعته هذه الفرق) (٣).ويحذر التميمي في رسالة (الشمعة) الموحدين من التمسك بشيء من الشرع فيقول: (وكل من ذكر عن نفسه أنه موحد وهو متمسك بشيء من الشرع فقد أبطل وكذب في قوله، بل هو ملحد كافر) (٤).ولهذا نجد في مصحف الدروز أيضًا، إنكارًا للقرآن الكريم، بل يعتبرونه فرية، ويقول: (لقد ضل الذين جحدوا الحكمة واتبعوا فرية صحف اكتتبوها، فهي قبلة آبائهم، يتلونها بكرة وعشيا، وقالوا هذا من عند الله المعبود، ونسخوا ما يتلون) (٥).بل وينكر هذا المصحف التقرب إلى الله بالعبادة ويقول: (مولانا نستعيذ بك من أن نكون من الذين يتقربون إليك بالعبادة، أو الذين يعملون للصالحات لتقربهم إليك زلفى، أف لتلك الأنفس وويل لها، لقد منيت بهوى شديد أضلها عن السبيل) (٦).


(١) ((مصحف الدروز عرف صلوات الشرائع))، (ص ١٢٨ – ١٢٩).
(٢) ((مصحف الدروز عرف حقيقة الصلاة والإيمان))، (ص ١٨٢ – ١٨٣).
(٣) الرسالة الموسومة بـ ((رسالة السفر إلى السادة)).
(٤) ((رسالة الشمعة)).
(٥) ((مصحف الدروز: عرف عاقبة المكذبين))، (ص ٢٤١ – ٢٤٢).
(٦) ((مصحف الدروز: عرف الأعراف أو تسبيح مؤذني نواقيس الأختام))، (ص ٢٥٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>