للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر لي من خلال رسائل الدروز ومصحفهم هذا، أن نقض الشريعة الإِسلامية والاستهزاء بأركانها ورسولها صلوات الله عليه، هما الشغل الشاغل لدعاة الدروز، باعتبار أن الإِسلام هو عدوهم الأول، وتقويض أركانه يمهد لهم الطريق لما يريدون وما يبتغون. ويؤكد هذا القول ما جاء في رسالة (الغاية والنصيحة) التي كتبها حمزة، والتي ينفي فيها نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. ويثبتها لنفسه فيقول: (وأنتم تعلمون أن لمحمد أربعمائة سنة وعشر سنين لم يظهر دينه على الأديان كلها، واليهود والنصارى أكثر من المسلمين، والهند والسند والزنج والحبشة أكثر منهم، والنوبة والزغاوة وأشكالهم من السودان أكثر من المسلمين، والأتراك والسقالبة (١) أكثر منهم، فلو كان الرسول محمد له أديان هؤلاء النطقاء لكان يجب أن يكون المسلمين أكثر العالمين أغلبهم في الأولين والآخرين، فلما لم يصح للمسلمين ذلك علمنا بأن الرسول الحقيقي هو عبد مولانا جل ذكره وهاديًا إليه وإمامًا على أمره لعبيده) (٢).حتى أنهم يزعمون: أن الرسول عليه الصلاة والسلام طمس الرسالة ولم يبلغها وهذا ما ورد في (الرسالة الموسومة بالإِسرائيلية) إذ تقول: (كقول من نصب أحداهم (٣) (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (٤) فما بلغها كما أمر الله تعالى، بل طمس معالمها بالظلم والإِبلاس، وجميع أصحاب الشرع فعلى هذا السنن يجرون) (٥).ويصف كتاب النقط والدوائر الرسول صلى الله عليه وسلم بقول: (وكان محمد كثير العتو والظلم والفساد) (٦).وهم أيضًا يعتبرون النبي صلى الله عليه وسلم إبليس اللعين، يقول شارح الميثاق: (ويعرف تكملة حروف الكذب الستة وعشرين معرفة عددا، لا معرفة فلان ابن فلان، بل يعرف أن محمد بن عبد الله هو إبليس اللعين، وأن علي بن أبي طالب هو زوجته، اثنا عشر حجة ظاهرة، ولعلي بن أبي طالب اثنا عشرة حجة باطنة كملت الستة وعشرين حروف الكذب ... ويعلم أن كل ما في الخلق من المعاصي والعقائد الفاسدة والفواحش الظاهرة والباطنة هي منهم وهم ينابيعها وأصلها ومركزها) (٧).وفي (رسالة من دون قائم الزمان) كذلك حديث استهزائي عن فريضة الحج إذ تقول: (ولعمري إنه ما تعجب إلا من قوم قطعوا المفاوز ولقوا في سفرهم الهزاهز إلى بلد لم يكونوا بالغية إلا بشق الأنفس (٨)،


(١) نسبة إلى جزيرة صقلية، والأصل الصقالية.
(٢) ((رسالة الغاية والنصيحة)).
(٣) كذا في الأصل.
(٤) يقصد الآية ٦٧ في سورة المائدة.
(٥) ((الرسالة الموسومة بالإسرائيلية)).
(٦) كتاب ((النقط والدوائر)) (ص ٩٥).
(٧) ((شرح الميثاق)): محمد حسين: مخطوط في جامعة شيكاغو رقم ٣٧٣٧ – ويوجد شريط عنه في الجامعة الأردنية رقم ٢٩.
(٨) يقصد الآية الكريمة وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ * النحل: ٧* ..

<<  <  ج: ص:  >  >>