للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إن هذه الدعاوى ما الذي يمنع أن يدعيها أي شخص آخر منحرف ثم يتقدم بها إلى الناس ما دامت الدعاوى تقبل بغير برهان كما هي حال المتنبئ القادياني وإلا فأي برهان على صدق دعواه أو دعاواه تلك لا شيء إلا الشتم والسب والتكفير والخداع الكثير.

بل إن الأدلة الشرعية والعقلية كلها تنادي ببطلانها وضلالها يزيد في ضلالها تلك الطامة الكبرى التي تردى فيها ذلك المسكين أخيرا حيث تخيل نفسه أنه هو البارئ سبحانه وتعالى وأنه أخذ يعيد النظر في المخلوقات ويريد أن يستبدلها بمخلوقات جديدة كما يزعم فخلق سماوات جديدة وأراضين جديدة وخلق آدم من جديد يا لها من عقلية قد عبثت بها الشياطين وأردتها إلى ذلك المستوى المخجل الذي يأنف من نزوله كل من لديه مسكة من عقل أو رائحة من دين.

هذه العقلية هي التي زعمت أنها تتلقى الوحي من السماء وأن الله عز وجل قد اتصل بها لإصلاح العالم وتجديد أمر الدين.

ثالثا: أما أخلاقه بعد أن تعرض لاستنكار العلماء لدعواه تلك فقد كانت في درجة هابطة لا ينزلق إليها أقل الناس شأنا فما بالك بأدعياء الوحي واستمع إلى تلك الشتائم والاتهامات التي يقذف بها هذا النبي المزعوم من يدعي الاتصال بوحي السماء والتي لم نر واحدة منها في قصة الأنبياء كما يحدثنا عنها القرآن الكريم – وحاشاهم عن ذلك.

هذه هي الألفاظ التي استعملها مع خصومه:

خنزير .. حمر تشهق .. كرقص بغية. .كلب .. حمار ينهق .. ما نقَّ إلا كدجاجة .. رجال مخنثون .. فضلة النوكى ... يا لهذا الأدب النبوي القادياني لو عرضت هذه الألفاظ على محكمة شرعية لناله حد القذف .. ولكنه كان آمنا من حد الله لعدم وجود الخلافة الإسلامية التي تؤدب السفهاء وتقيم بينهم حدود الله. بل قد عرضت إحدى القضايا المتعلقة بذلك على إحدى المحاكم وأدين فيها بسوء الخلق لأنه استعمل فيها ألفاظا سيئة فأخذ عليه التعهد كما حدث عن ذلك بنفسه حيث قال: (أنا عاهدت أمام نائب الحاكم بأني لا أستعمل بعد ذلك ألفاظا سيئة) (١).

ومما ينضم إلى قاموس تلك الألفاظ القاديانية أنه كتب كلمة (لعنة الله) ألف مرة في أربع صفحات في آخر (نور الحق) ثم جعلها على مخالفيه وأنها لمهزلة تزري بعقل صاحبها وبعقول أتباعه.

وإن هذا كله يهون مع موقفه من نبي الله عيسى عليه السلام واتهامه في نسبه وخلقه بأن أمهاته زانيات – أستغفر الله عز وجل وحاشاه من ذلك – وأنه هو كان كذلك وأنه خمار – وسيئ السيرة كذلك. يقول في ذلك (إن عيسى كان يميل إلى المومسات لأن جداته كن من المومسات) (٢).ويقول كذلك (إن عيسى ما استطاع أن يقول لنفسه أنه صالح لأن الناس كانوا يعرفون أن عيسى رجل خمار وسيئ السيرة) (٣).

أي خلق هذا الذي يتحلى به القادياني وأي عقل هذا الذي يسف في هذه الحماقات والسفاهات التي لا تليق بآحاد الناس بله أن يتقمصها رجل يدعي الاتصال بخبر السماء.

رابعا: إذا نظرنا إلى وحيه المزعوم فإننا نراه قد وصل إليه بعدة لغات العربية .. والإنجليزية .. والأردية .. والفارسية .. ولغة أخرى غير معروفة وقد جمع هذا كله في كتاب سماه أتباعه (تذكرة) وفسروه بقولهم (يعني وحي مقدس) تحت العنوان.

وقد خلط بين هذه اللغات المختلفة فترى الصفحة الواحدة مملوءة بعدة لغات ..

أسطر منها بالأردو ثم جملة واحدة بالعربي ثم يعقبها لغة أخرى عدة أسطر .. وهكذا كل صفحة ولنأخذ صفحة من صفحات ذلك الكتاب مثلا: ص ٣٢


(١) (مقدمة كتاب البرية)) (ص ١٣) للغلام نفسه، عن ((القاديانية)) لإحسان (ص ١٤٤).
(٢) (ضميمة أنجام آثم حاشية)) (ص ٧) للغلام نفسه.
(٣) (([١٦١٨٨] (ست بجن في الحاشية)) (ص ١٧٢) للغلام نفسه، كلاهما عن ((القاديانية)) لإحسان (ص ١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>