للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ـ إن من الجهل: عدم العمل بالعلم, ولقد ذم الله سبحانه علماء السوء الذين يقولون ما لا يعملون فقال سبحانه وتعالى أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [البقرة: ٤٤] لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على العمل الذي علموه يخافون من السؤال يوم القيامة يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال لي: وقد علمت فماذا عملت فيما علمت (١) ويوصينا رضي الله عنه فيقول: لا تكون تقيا حتى تكون عالما ولا تكون بالعلم جميلا حتى تكون به عاملا (٢).ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: " تعلموا، تعلموا، فإذا علمتم فاعملوا (٣).ويقول الشاطبي: " العلم المعتبر شرعا ـ أعني الذي مدح الله ورسوله أهله على الإطلاق ـ هو العلم الباعث على العمل الذي لا يخلي صاحبه جاريا مع هواه كيفما كان, بل هو المقيد لصاحبه بمقتضاه الحامل له على قوانينه طوعا أو كرها (٤).


(١) رواه عبد الرزاق (١١/ ٢٥٣)، وابن أبي شيبة (٧/ ١١٢).
(٢) ((جامع بيان العلم)) (١/ ٦٩٨).
(٣) رواه الدارمي (١/ ١١٥)، وابن أبي شيبة (٧/ ١٠٥). وقال حسين أسد محقق ((سنن الدارمي)): إسناده ضعيف.
(٤) ((الموافقات)) (١/ ٦١) وانظر ((فضل علم السلف على علم الخلف)) لعبد الرحمن بن رجب الحنبلي (٦٤ - ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>