للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال في الاستواء والعلو: "ويعتقد أهل الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سموات على عرشه كما نطق به كتابه ... وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف رحمهم الله لم يختلفوا في أن الله على عرشه، وعرشه فوق سماواته ... ".إلى أن قال: "وسمعت الحاكم أبا عبدالله في كتابه (التاريخ) الذي جمعه لأهل نيسابور، وفي كتابه (معرفة الحديث) اللذين جمعهما ولم يسبق إلى مثلهما يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: من لم يقل بأن الله عز وجل على عرشه، فوق سبع سمواته، فهو كافر بربه، حلال الدم، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته، وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم)) رواه البخاري (١) ".ثم ذكر حديث الجارية ((أين الله؟)) (٢) ثم قال: "فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية" (٣) اهـ. وقال: "والفرق بين أهل السنة وبين أهل البدعة أنهم إذا سمعوا خبراً في صفات الرب ردوه أصلاً، ولم يقبلوه أو يسلموا للظاهر، ثم تأولوه بتأويل يقصدون به رفع الخبر من أصله، وإعمال حيل عقولهم وآرائهم فيه، ويعلمون حقاً يقيناً أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى ما قاله" (٤) اهـ. وقال في إثبات النزول لله تعالى: "وثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف، بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله .. " (٥) اهـ. وقال في إثبات الرؤية: "ويشهد أهل السنة أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم، وينظرون إليه على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ((إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر)) (٦) , والتشبيه وقع للرؤية بالرؤية، لا للمرئي" (٧) اهـ. وقال في الإيمان: "ومن مذهب أهل الحديث: أن الإيمان قول وعمل ومعرفة، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية" (٨) اهـ. وقال في علامات أهل البدع: "وعلامات البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية" (٩) اهـ.

فهذه بعض تقريراته في المعتقد، والتي تدل على اتباعه لمذهب السلف فيها، واجتنابه مذهب الخلف كالأشعرية وغيرهم.

وقد نقل الصابوني كثيراً عن إمام الأئمة ابن خزيمة في أبواب الاعتقاد، ومعلوم مخالفة ابن خزيمة للكلابية والأشعرية، والتحذير منهم.

فهل ترى بعد هذا يصح نسبة هذا الإمام للأشعرية؟!!

أم هل يرتضي المؤلفان عقيدته هذه؟!!


(١) رواه البخاري (٦٧٦٤) , ومسلم (١٦١٤) , من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
(٢) رواه مسلم (٥٣٧) , من حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه.
(٣) ((عقيدة السلف وأهل الحديث)) (ص: ٤٤ - ٤٥).
(٤) ((عقيدة السلف وأهل الحديث)) (ص: ٤٨).
(٥) ((عقيدة السلف وأهل الحديث)) (ص: ٥٠).
(٦) رواه البخاري (٥٥٤) , ومسلم (٦٣٣) , من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
(٧) ((عقيدة السلف وأهل الحديث)) (ص: ٧٦).
(٨) ((عقيدة السلف وأهل الحديث)) (ص: ٧٨).
(٩) ((عقيدة السلف وأهل الحديث)) (ص: ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>