للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الطرق التي تسلك للتشنيع على أولي الأمر: محاولة تحقيرهم والحط من شأنهم بالاحتجاج بزلاتهم، والعمل على هتك سترهم، وتصيد أخطائهم وتضخيمها ونشرها، أو تأويل ما يقع منهم حسب ما يهوون ووفق ما يخدم مصالحهم، وهاك توضيح ذلك: زلة العالم: مما جاء في التحذير منه عن الأئمة الأعلام: التحذير من زلة وخطأ العالم، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ثلاث يهدمن الدين: زلة العالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون " (١).ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه: " إن مما أخشى عليكم زلة العالم، وجدال المنافق بالقرآن، والقرآن حق، وعلى القرآن منار كأعلام الطريق " (٢).وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه لا يجلس مجلسا للذكر إلا قال: " الله حكم قسط هلك المرتابون، وكان مما قاله يوما: ". . وأحذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق. قال: قلت (٣) لمعاذ: ما يدريني – رحمك الله – أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال: بلى! اجتنب من كلام الحكيم المشتبهات التي يقال: ما هذه؟! ولا يثنيك ذلك عنه؛ فإنه لعله أن يراجع، وتلق الحق إذا سمعته، فإن على الحق نورا (٤).

إن في كلام معاذ رضي الله عنه فوائد وقواعد في التعامل مع زلة العالم منها:


(١) انظر ((جامع بيان العلم)) لابن عبد البر (٢/ ٩٧٩).
(٢) انظر ((جامع بيان العلم)) لابن عبد البر (٢/ ٩٧٩).
(٣) القائل هنا هو يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ وجلسائه وقد حكى هذا الخبر.
(٤) ((سنن أبي داود))، كتاب السنة، باب من دعا إلى السنة (٤/ ٢٠٢)، وصحح الألباني إسناده في صحيح ((سنن أبي داود)) (٣/ ٨٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>