للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينسون النعيم إذا رأوه ... فيا خسران أهل الاعتزال (١)

وقول الماتريدية بإثبات الرؤية ونفي الجهة والمقابلة قول متناقض حتى أن المعتزلة صارت تسخر منهم ومن أمثالهم فيقول قائلهم:" من سلم أن الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله" (٢)." ولهذا صار كثير من أهل العلم والحديث يصف أقوال هؤلاء بأن فيها نفاقا وتناقضا حيث يوافقون أهل السنة والجماعة على شيء من الحق ويخالفونهم فيما هو أولى بالحق منه ويفسرون ما يوافقون فيه بما يحيله عن حقيقته .... " (٣).وحقيقة قول الماتريدية أنهم أثبتوا ما لا يمكن رؤيته حيث إنهم " جمعوا بين أمرين متناقضين فإن ما لا يكون داخل العالم ولا خارجه ولا يشار إليه يمتنع أن يرى بالعين ولو كان وجوده في الخارج ممكنا فكيف وهو ممتنع؟ وإنما يقدر في الأذهان من غير أن يكون له وجود في الأعيان فهو من باب الوهم والخيال الباطل " (٤).


(١) ((نثر اللآلئ) (ص ٧٧، ٨٣)، ((ضوء المعالي)) (ص ٤١، ٤٥)، وانظر ((سلام الأحكم)) (ص ١١٤، ١١٥)، ((أصول الدين)) للبزدوي (ص ٧٧، ٨٦)، ((النور اللامع)) (ل ٧٢، ٧٣، ٧٦، ٨٦ - ٨٩)، ((كشف الأسرار)) (١/ ٥٩)، ((المسايرة)) (ص ٣٦ - ٤٢)، ((شرح الفقه الأكبر)) للقاري (ص ٨٣، ٨٤)، ((شرح الطحاوية)) للميداني (ص ٦٨ - ٧٢)، ((الصحائف الإلهية)) (ص ٣٦٠ - ٣٦٧).
(٢) ((بيان تلبيس الجهمية)) (٢/ ٨٨)، وانظر ((شرح الأصول الخمسة)) (ص ٢٤٩ - ٢٥٣)، ((المغني في أبواب التوحيد والعدل)) (٤/ ١٣٩ وما بعدها).
(٣) ((بيان تلبيس الجهمية)) (٢/ ٨٩).
(٤) ((الفتاوى)) (١٦/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>