للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وقال الإمام الطحاوي فيما ذكره عن الإمام أبي حنيفة وصاحبيه، الإمامين أبي يوسف، ومحمد رحمهم الله في أحاديث الرؤية:"وكل ما جاء من ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو ما قال: ومعناه، على ما أراد الله تعالى، ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا" (١).٥ - وقال: "وجميع ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الشرع والبيان كله حق" (٢).

فهذا النص كما ترى ينادي بأندى الصوت أن الحديث بعد ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستدل به على إثبات العقيدة من دون قيد التواتر والشهرة فثبت ثبوتاً واضحاً كفلق الصبح بل كالشمس في رابعة النهار أن منهج الماتريدية كغيرهم من المتكلمين منهج مبتدع مخالف لمنهج السلف، عامة ولاسيما الإمام أبي حنيفة وأصحابه الأوائل. فوا عجباً للحنفية الماتريدية حيث يتهالكون في تقليد الإمام أبي حنيفة رحمه الله في المسائل الفقهية، ولو كانت مخالفةً للكتاب والسنة الصحيحة المحكمة الصريحة مع نهي الإمام أبي حنيفة رحمه الله وغيره من الأئمة عن مثل هذا التقليد الأعمى حتى باعتراف الحنفية (٣) وينبذون أصول هذا الإمام ومنهجه ومنهج أصحابه الأئمة الأوائل في باب العقيدة وراءهم ظهريا، وفي ذلك عبرة، فهل من معتبر؟

فلو كانوا حنفية كاملة على تعبير العلامة عبدالحي اللكنوي، لما نبذوا منهج الإمام وأصحابه الأوائل هكذا بالمرة.

مع أن أبواب الاعتقاد أهم من الأحكام فخروجهم على الإمام أبي حنيفة في الأصول وتشبثهم بأقواله في الفروع، ولو كانت مخالفة للأحاديث الصحيحة من عجب العجاب!.٦ - هذا، وللإمام ابن أبي العز الحنفي كلام مهم في شرح قول الطحاوية فارجع إليه (٤).

الوجه الثالث:


(١) ((العقيدة الطحاوية بحواشي ابن مانع)) (ص ٩)، و ((بحواشي الألباني)) (ص ٢٦ - ٢٧)، و ((بشرح ابن أبي العز الحنفي)) (ص ٢٠٣ - ٢٠٤)، و ((بشرح الغنيمي الماتريدي) (ص ٧٠ - ٧١).
(٢) انظر ((العقيدة الطحاوية بحواشي ابن مانع)) (ص ١٧)، و ((بحواشي الألباني)) (ص ٤٣)، و ((شرح ابن أبي العز الحنفي)) (ص ٣٧٣)، و ((شرح الطحاوية للغنيمي الحنفي الماتريدي)) (ص ٩٩).
(٣) انظر: كلاماً مهماً فيها حول أنواع التقليد الأربعة المذمومة عند الإمام الشاه ولي الله الدهلوي الحنفي رحمه الله في ((حجة الله البالغة)) (١/ ١٥٤ - ١٥٦)، و ((الإنصاف)) (٩٧/ ١٠٢)، وسكت عليه أبو غدة، وانظر أيضاً لبيان تلاعب المقلدين الجامدين بالأحاديث إلى ((توجيه النظر)) للجزائري (ص ١٣٠ - ١٣١).
(٤) انظر ((شرح الطحاوية)) (ص ٣٩٨ - ٤٠٠) المكتب، و (ص ٣٩١ - ٣٩٥)، البيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>