للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقل أنت: أنا أومن برب يفعل ما يشاء".٧ - إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين (٢٣٣هـ) الذي تجعله الكوثرية من كبار أئمة الحنفية بل تجعله حنفياً متعصباً وتبجله وتعظمه (١) مع أن عدّه حنفياً خطأ، بل هو مجتهد من أئمة أهل الحديث (٢) ومع ذلك كله كلام هذا الإمام حجة على الماتريدية والكوثرية - فقد قال هذا الإمام:

"إذا سمعت الجهمي يقول: أنا كفرت برب ينزل.

فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يريد".

٨ - ورواية أخرى عن يحيى بن معين تؤيد هذه: "إذا قال لك الجهمي": وكيف ينزل؟ فقل: كيف يصعد؟ ".وعلق عليها الذهبي: "الكيف في الحالين منفي عن الله تعالى" (٣).٩ - الإمام حماد بن زيد (١٧٩هـ) وهو للعراقيين نظير مالك للحجازيين في الجلالة والعلم (٤).

فقد سئل: "يا أبا إسماعيل: الحديث الذي جاء، ينزل الله إلى السماء الدنيا، يتحول من مكان إلى مكان؟ فسكت حماد بن زيد ثم قال: هو في مكانه يقرب من خلقه كيف يشاء".

١٠ - الإمام إسحاق بن راهويه عالم خراسان (٣٣٨هـ):

فقد قال جمعني وهذا المبتدع - يعني إبراهيم بن أبي صالح - مجلس عبدالله بن طاهر فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها، فقال إبراهيم: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء، فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء".

١١ - وقد ذكر الإمام أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي (٣٧٧هـ) عن الإمام أبي عاصم خشيش بن أصرم (٢٥٣هـ) ما فيه عبرة للماتريدية وقمع شبهات الجهمية.

تنبيه:

نصوص هؤلاء الأئمة تبطل شبهة المعطلة القديمة والحديثة وهي: أنه يلزم من النزول الانتقال، والزوال، والأقوال لله تعالى والله منزه عنها.

فأنت ترى نصوص هؤلاء الأئمة ترد كيد الجهمية في نحورهم حيث صرحوا بأن الله يفعل ما يشاء فلا يجوز إبطال صفات الله تعالى بتهولات الجهمية ولا بتسمياتهم المدهشة.

١٢ - الإمام أبو الحسن الأشعري إمام الأشعرية (٣٢٤هـ) الذي جعله كثير من الحنفية، والكوثري في عداد الحنفية. فقد أقر أحاديث النزول وجعلها من الأدلة على علو الله تعالى على خلقه واستوائه على عرشه وصنيعه هذا يقطع دابر المحرفين لأحاديث النزول (٥).

١٣ - الإمام ابن عبدالبر (٤٦٣هـ) فقد قال هذا الإمام بعد ذكر حديث النزول:

"هذا حديث ثابت من جهة النقل، صحيح الإسناد، لا يختلف أهل الحديث في صحته، رواه أكثر الرواة عن مالك وهكذا .. ، وهو حديث منقول من طرق متواترة، ووجوه كثيرة، من أخبار العدول عن النبي صلى الله عليه وسلم ...

وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة: وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم:"إن الله عز وجل في كل مكان، وليس على العرش ... " (٦).

١٤ - وقال الحافظ ابن حجر (٨٥٢هـ): في حديث النزول:"ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزلة، وهو مكابرة، والعجب أنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك، وأنكروا ما في الحديث إما جهلاً وإما عناداً ... " (٧).


(١) انظر: ((مقدمة الكوثري لنصب الراية)) (للزيلعي (ص ٤٢)، و ((فقه أهل العراق)) للكوثري (ص ٦٤)، وأقره البنوري.
(٢) انظر ((مقدمة الدكتور أحمد محمد نور سيف لتاريخ بن معين)) (١/ ٣١ - ٣٤).
(٣) ((العلو)) (ص ١٢٩)، و ((مختصر العلو)) للألباني (ص ١٨٨)، رواها ابن بطة في ((الإبانة)) كما في ((اجتماع الجيوش)) (ص ١٤١).
(٤) ((العلو/ للذهبي)) (ص ١٠٧)، و ((مختصره)) للألباني (ص ١٤٧).
(٥) انظر: ((الإبانة)) للأشعري (٢/ ١١٠ - ١١٢)، تحقيق د/ فوقية، و (ص ٨٨)، تحقيق الأرناؤوط، ط/ دار البيان، بيروت، و (ص ١٢٢) ط/ الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
(٦) ((التمهيد)) (٧/ ١٢٨ - ١٢٩).
(٧) ((فتح الباري)) (٣/ ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>