[ (٢) ] زيادة من (البخاري) . [ (٣) ] (فتح الباري) : ٦/ ٦٥٢، حديث رقم: (٣٤٩٧) ، ونحوه حديث رقم: (٤٨١٨) ، حدثني محمد بن بشّار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت طاووسا عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه سئل عن قوله: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى، فقال سعيد بن جبير: قربي آل محمد صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال ابن عباس: عجلت، إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة» . قوله: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى، ذكر فيه حديث طاووس «عن ابن عباس، سئل عن تفسيرها، فقال سعيد بن جبير: قربي آل محمد، فقال ابن عباس: «عجلت» أي أسرعت في التفسير، وهذا الّذي جزم به سعيد بن جبير، قد جاء عنه من روايته عن ابن عباس مرفوعا، فأخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما نزلت قالوا: يا رسول اللَّه، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ .. الحديث، وإسناده ضعيف، وهو ساقط لمخالفته هذا الحديث الصحيح. والمعني: إلا أن تودوني لقرابتي فتحفظوني، والخطاب لقريش خاصة، والقربى قرابة العصوبة والرحم، فكأنه قال: احفظوني للقرابة إن لم تتبعوني للنبوة. وقد جزم بهذا التفسير جماعة من المفسرين، واستندوا إلى ما ذكرته عن ابن عباس من الطبري وابن أبي حاتم، وإسناده واه فيه ضعيف ورافضي. وذكر الزمخشريّ هنا أحاديث ظاهر وضعها، وردّه الزجاج بما صح عن ابن عباس من رواية طاووس. وقد روى سعيد بن منصور من طريق الشعبي قال: أكثروا علينا في هذه الآية فكتبت إلى ابن عباس أسأله عنها، فكتب: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان واسط النسب في قريش، لم يكن حيّ من أحياء قريش إلا ولده، فقال اللَّه: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى تودوني بقرابتي منكم، وتحفظوني في ذلك. وقوله: القربى، هو مصدر، كالزلفى والبشرى، بمعني القرابة، والمراد في أهل القربى، وعبّر بلفظ في دون اللام كأنه جعلهم مكانا للمودة ومقرا لها، كما يقال: في آل فلان هوى، أي هم مكان هواي، ويحتمل أن تكون في سببية، وهذا على أن الاستثناء متّصل، فإن كان منقطعا فالمعني لا أسألكم عليه أجرا قط، ولكن أسألكم أن تودوني بسبب قرابتي فيكم. (فتح الباري) : ٨/ ٧٢٤- ٧٢٦ باختصار من شرح الحديث رقم (٤٨١٨) من كتاب التفسير.