للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه البخاري من حديث أبي الأحوص عن آدم، وله من حديث أبي نعيم قال: حدثنا داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في قوله تعالى عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً قال: الشفاعة [ (١) ] .

ورواه إدريس الأودي عن أبيه مثله، قال الحافظ أبو نعيم: أحمد. وفيه عن سعد بن أبي وقاص وعبد اللَّه بن مسعود وكعب بن مالك وجابر وأبي سعيد وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص في المقام المحمود [ (١) ] .

ورواه الزهري عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن رجل من أهل العلم عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في المقام المحمود [ (١) ] .

واعلم أن كل من خبرك عن نفسه بأمر يحتاج إلى علمه لو إخباره ما عرفته، فليس يقبح ذكره وإن اتصل بمدحه، ولهذه العلة مدحت الأنبياء عليهم السلام أنفسها مع تواضعها.

وخرج الحاكم من حديث إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا يزيد بن أبي حكيم، حدثنا الحكم بن أبان قال: سمعت عكرمة يقول: قال ابن عباس [رضي اللَّه عنهما] [ (٢) ] :

إن اللَّه فضل محمدا على أهل السماء وفضله على أهل الأرض قالوا: [يا ابن عباس] [ (٢) ] :


[ () ] الأول: أن البعث ضد الإجلاس، بعث التارك، وبعث اللَّه الميت أقامه من قبره، فتفسير البعث بالإجلاس تفسير الضد بالضد.
الثاني: لو كان جالسا- تعالى- على العرش لكان محدودا متناهيا، فكان يكون محدثا.
الثالث: أنه قال: مقاما ولم يقل مقعدا محمودا، والمقام موضع القيام لا موضع القعود.
الرابع: أن الحمقى والجهال يقولون: إن أهل الجنة يجلسون كلهم معه تعالى ويسألهم عن أحوالهم الدنيوية، فلا مزّية له بإجلاسه معه! الخامس: إذا قيل: بعث السلطان فلانا، لا يفهم منه أنه أجلسه مع نفسه. (البحر المحيط) :
٧/ ١٠٠- ١٠٢، تفسير سورة الإسراء.
[ (١) ] أخرجه البيهقي في (الدلائل) : ٥/ ٤٨٤، والترمذي في كتاب تفسير القرآن، تفسير سورة الإسراء، حديث رقم (٣١٣٧) ٥/ ٢٨٣ وقال: هذا حديث حسن.
[ (٢) ] زيادة للسياق من (المستدرك) .