وهذا أتم من السند المذكور في (خ) . وهذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد: منها بيان كمال شفقة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على أمته، واعتنائه بمصالحهم، واهتمامه بأمرهم. ومنها استحباب رفع اليدين في الدعاء. ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة، زادها اللَّه شرفا بما وعدها اللَّه تعالى بقوله: سنرضيك في أمتك ولا نسؤك، وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة، أو أرجأها. ومنها بيان عظم منزلة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عند اللَّه تعالى، وعظيم لطفه سبحانه به صلى اللَّه عليه وسلّم والحكمة في إرسال جبريل لسؤاله صلى اللَّه عليه وسلّم إظهار شرف النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنه بالمحل الأعلى، فيسترضى ويكرم بما يرضيه واللَّه تعالى أعلم. وهذا الحديث موافق لقول اللَّه عزّ وجلّ: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى، وأما قوله تعالى: ولا نسؤك، فقال صاحب (التحرير) : هو تأكيد للمعنى، أي لا نحزنك، لأن الإرضاء قد يحصل في حق البعض بالعفو عنهم، ويدخل الباقي النار، فقال تعالى: نرضيك ولا ندخل عليك حزنا، بل ننجي الجميع واللَّه تعالى أعلم. (مسلم بشرح النووي) : ٣/ ٧٨- ٧٩.