كتاب إمتاع الأسماع

فصل في ذكر ما كان من أعلام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ حملت به أمه آمنة بنت وهب [١] إلى أن بعثه الله برسالته - وأما رؤية النور بين عيني عبد الله بن عبد المطلب - ج: 4 - ص: 41

لقد رأيت بين عينيك نورا ما أراه الآن [ (١) ] .

وله من حديث ابن وهب [ (٢) ] قال: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري قال: كان عبد اللَّه بن عبد المطلب أحسن رجل رئي قط، فخرج [ (٣) ] يوما على نساء قريش وهن مجتمعات، فقالت امرأة منهن: أيتكن تتزوج بهذا الفتى فتصطبّ النور الّذي أرى [ (٤) ] بين عينيه؟ فإنّي أرى بين عينيه نورا، فتزوجته آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة [ (٥) ] ، فحملت بمحمد صلّى اللَّه عليه وسلم [ (٦) ] .

وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق [ (٧) ] : ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد عبد اللَّه، فمرّ به- فيما يزعمون- على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي عند الكعبة، فقالت له حين نظرت إلى وجهه: أين تذهب يا عبد اللَّه؟ فقال:

مع أبي، قالت: لك عندي من الإبل مثل الّذي نحرت عنك وقع عليّ الآن، فقال لها: إن معي أبي [الآن] [ (٨) ] ، لا أستطيع خلافه ولا فراقه، ولا أريد أن أعصيه شيئا.

---

[ (١) ] (دلائل البيهقي) : ١/ ١٠٧- ١٠٨.
[ (٢) ] السند في (دلائل أبي نعيم) هكذا: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان، قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، قال: ...
[ (٣) ] كذا في (خ) وفي (أبي نعيم) : «خرج» .
[ (٤) ] في (أبي نعيم) : «النور الّذي بين عينيه» .
[ (٥) ] كذا في (خ) ، وفي (أبي نعيم) : «بن زهرة فجأة فحملت» .
[ (٦) ] (دلائل النبوة لأبي نعيم) : ١/ ١٣٣، حديث رقم (٧٥) ، وهو حديث مرسل، أخرجه أيضا السيوطي في (الخصائص) : ١/ ١٠٤ قال الشيخ أبو نعيم رحمه اللَّه: ففي ابتغاء اليهود واليهودية وضع هذا النور الّذي انتقل إلى آمنة بنت وهب فيها، وذكرهم بني زهرة، وأن هذا الأمر لا يكون فيهم، دلالة واضحة على تقديم الخبر والبشارة بذلك في الكتب السالفة، وما يكون من أمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وبعثته، كل ذلك آيات واضحة، وبراهين صحيحة لائحة، على نبوته وبعثته صلّى اللَّه عليه وسلم. (المرجع السابق) : ١/ ١٣٣.
[ (٧) ] السند في (دلائل البيهقي) هكذا: أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: ... ، وفي (سيرة ابن هشام) بغير سند، وفي (تاريخ الطبري) بغير سند، بل قال: «فمر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد» وكذلك قال (البيهقي والمقريزي) .
[ (٨) ] زيادة للسياق من (دلائل البيهقي) .