للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثاني: [ (١) ] ألفه مارقس الهاروني، ويقال له: مرقس [ (٢) ] ، وهو من السبعين، وهو تلميذ شمعون بن يونا، بعد اثنتي عشرة سنة من رفع المسيح، وكتبه باليونانية في بلد إيطاليا من بلاد الروم، وهي أنطاكية، ويقال: كتبه بمدينة رومية، وزعموا أن شمعون هذا هو الّذي ألّفه، ثم محا اسمه من أوله، ونسبه إلى تلميذه مارقس، وهو نحو أربع عشرة ورقة بخط متوسط.


[ () ] كتب بين سنة ٦٠ وسنة ٦٥ م، وأن إنجيل مرقس ولوقا كتبا في تلك المدة نفسها (قاموس الكتاب المقدس) : ٨٣٢- ٨٣٣.
[ (١) ] في (خ) : «الآخر» .
[ (٢) ] مرقس: اسم لاتيني، معناه مطرقة، وهو ابن امرأة تقيّة من أورشليم، كانت أختا لبرنابا، وهي التي كان الرسل والمسيحيون الأولون يجتمعون مرارا في دارها للصلاة. وقيل: أنه آمن بواسطة إنذار بطرس الرسول لأنه كان يدعوه ابنا له، وكان مرافقا لبولس وبرنابا في سفرهما الأول للتبشير، حتى وصل إلى برجة، ففارقهما هناك، ورجع إلى أورشليم، ولذلك أبى بولس أن يقبله رفيقا له في سفره الثاني، فانطلق مع برنابا إلى قبرس، وكان حينئذ في أنطاكية، ويحتمل أنه كان قد أرسل إلى هناك من أورشليم من قبل الرسل، غير أنه تصالح مع بولس فيما بعد، وصار رفيقا له، وكان يمدحه بأنه كان نافعا، وأخيرا صحب تيماثاوس إلى رومية وكتب الإنجيل المدعو باسمه.
وقيل: إن بطرس أرسله إلى مصر ليبشر فيها باسم يسوع المسيح، وكانت أتعابه ناجحة في ليبية، ومرموريكا، وبنتا بوليس، ثم عاد إلى الاسكندرية وهاج عليه فيها اضطهادات شديدة من جمهور الوثنيين في موسم عيد إله لهم يسمى سيرابيس. ثم مات لشدة ما أنهكه من آلام العذابات الكثيرة، بعد أن حبس ليلة. (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين) ٢/ ٢١٦.
وإنجيل مرقس هو الثاني من ترتيب الأناجيل الأربعة، مع أن هذا لا يعني بالضرورة أنه كتب بعد إنجيل متى. وهو أقصر الأناجيل الأربعة، والمادة التي يقدمها مرقس في إنجيله يقدمها في تفصيل كثير.
فيتقدم قصة حياة المسيح، وأعماله ... بسرعة، وفي تصوير رائع، وفي مناظر متعاقبة، الواحد تلو الآخر، وتسير هذه المناظر في ترتيب تاريخي متسلسل، ويوجه مرقس عناية خاصة إلى ما عمله المسيح، أكثر مما يوجهه إلى تعليم المسيح.
وكان الاعتقاد السائد في أواخر القرن الأول الميلادي، أن هذا الإنجيل كتب في روما، ووجّه إلى المسيحيين الرومانيين ... وقد ذكر إيريليوس أحد آباء الكنيسة الأولين، أن مرقس كتب البشارة التي تحمل اسمه قائلا: «بعد أن نادى بطرس وبولس بالإنجيل في روما، بعد انتقالهم- أو خروجهما- سلم لنا مرقس كتابة مضمون ما نادى به بطرس» .
وإذا كان الأمر كذلك، فربما كتب هذا الإنجيل بين عام ٦٥ وعام ٦٨ م، ويلاحظ أن الجزء الأخير من الإنجيل- وهو ص ١٦: ٩- ٢٠- وجد في بعض المخطوطات القديمة، ولم يوجد في (بعضها) الآخر، مثل المخطوطة السينائية، ومخطوطة الفاتيكان، ولكن يجب أن لا يغرب عن بالنا أن حوادث الظهور الواردة في هذه الأعداد، وكذلك أقوال المسيح المقام المذكورة فيها حقائق دامغة يؤيدها ورودها في الأناجيل الأخرى. (قاموس الكتاب المقدس) : ٨٥٣- ٨٥٥ باختصار.