وقيل: إن لوقا البشير كان يهوديا دخيلا من أنطاكية، وزعم بعضهم أنه كان من تلاميذ المسيح السبعين، وليس ذلك بصحيح كما يظهر من مقدمة إنجيله، وكان هذا الرجل صاحبا أمينا لبولس الرسول في أسفاره الكثيرة، وإتعابه وآلامه، كما يتضح من سفر أعمال الرسل، وكانت صناعته الطب. وقيل: إن لوقا استشهد في حكم نيرون الملك الروماني، وهو لا يبعد عن الصواب، لأنه كان غالبا مصاحبا لبولس الّذي قضى نحبه هناك. وهناك رأي آخر يقول: على أن زمن موته وكيفيته لا يعرف أحد منها شيئا، إلا أن هناك تقليدا يذكر أنه مات في بثينية في سن متقدمة، وبثينيّة مقاطعة في الشمال الغربي من آسيا الصغرى، يحدّها شرقا يافلاغونيا، وشمالا البحر الأسود، وجنوبا فريجية وغلاطية، وغربا بحر مرمرة. وإنجيل لوقا هو الإنجيل الثالث، وقد وجّه إلى شخص شريف يدعى ثاوفيلس، يرجح أنه أحد المسيحيين من أصل أممي، وكل الدلائل تشير إلى أن هذه البشارة كتبت حوالي عام ٦٠ ميلادي. (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين) : ٢/ ٢١٦، (قاموس الكتاب المقدس) : ٨٢٢- ٨٢٣. [ (٢) ] ما بين الحاصرتين كلمة غير واضحة في (خ) ، وما بعدها فسّرها. [ (٣) ] هو يوحنا ابن زبدي، أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر، وهو المعروف بيوحنا الحبيب، وقد كان في البداية يعمل صيادا للسمك، ويبدو أنه لم يكن صيادا بسيطا، بل كان على قدر من اليسار، إذا ذكر عنه أنه عند ما دعاه السيد المسيح ترك السفينة والشّباك والأجراء. كتب يوحنا هذا الإنجيل بعد كتابة البشائر الثلاثة الأولى بزمن طويل، والغالب أنه كتب بعد سنة ٩٠ ميلادية، أي بعد رفع السيد المسيح بحوالي ٦٠ عاما، وكانت المسيحية في ذلك الوقت قد بدأت في الانتشار، وبدأت أيضا تقاسي ليس من اضطهاد اليهود فقط، بل أيضا من اضطهاد الدولة الرومانية. وقد كانت اللغة اليونانية هي السائدة في ذلك العصر، وهي لغة المثقفين في كل البلاد، وكان كثير من اليونانيين قد آمنوا بالمسيح، والآخرون يريدون أن يعرفوا هذه الديانة، ولذلك كتب يوحنا إنجيله باللغة اليونانية ليسهل على الجميع قراءته ... ولم يتعرض يوحنا لذكر نسب السيد المسيح لأنه كتب إنجيله لليونانيين، ولا شك أنه كان صعبا على الفكر اليوناني أن يتقبل مسألة الأنساب التي كان اليهود يهتمون بها جدا. (دراسات في الكتاب المقدس) : ١/ إنجيل يوحنا، ٦- ١١.