[ (٢) ] قال الحافظ ابن كثير: فيه أن هذا كان من خصائص يوشع، فيدل على ضعف الحديث الّذي رويناه أن الشمس رجعت حتى صلى عليّ بن أبي طالب، وقد صححه أحمد بن صالح المصري، ولكنه منكر، ليس في شيء من الصحاح والحسان، وهو مما تتوافر الدواعي على نقله، وتفردت بنقله امرأة من أهل البيت، مجهولة لا يعرف حالها. (المواهب اللدنية) : ٢/ ٥٣٠. وأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) : ٢/ ٤٠٤، (السيرة الشامية) : ٣/ ١٣٣. ويحتمل الجمع: بأن المعنى لم تحبس الشمس على أحد من الأنبياء غيري إلا ليوشع. وكذا روى حبس الشمس لنبينا صلّى اللَّه عليه وسلم أيضا يوم الخندق، حين شغل عن صلاة العصر، فيكون حبس الشمس مخصوصا بنبينا وبيوشع، كما ذكره القاضي عياض في (الإكمال) ، وعزاه (لمشكل الآثار) ، ونقله النووي في (شرح مسلم) في باب حل الغنائم عن القاضي عياض، وكذا الحافظ ابن حجر في باب الأذان، في (تخريج أحاديث الرافعي) ، ومغلطاي في (الزهر الباسم) ، وأقروه. وذكر البغوي في تفسيره: أنها حبست لسليمان عليه السلام أيضا لقوله: رُدُّوها عَلَيَّ [ص: ٣٣] ، ونوزع فيه بعدم ذكر الشمس في الآية، فالمراد: الصافنات الجياد. واللَّه تعالى أعلم. قال القاضي عياض: واختلف في حبس الشمس المذكور هنا: * فقيل: ردت على أدراجها. * وقيل: وقفت ولم ترد. * وقيل: بطء حركتها، قال: وكل ذلك من معجزات النبوة. (المواهب اللدنية) : ٢/ ٥٣٠- ٥٣١.