حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس رضي اللَّه عنه قال: لما ماتت رقية بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: لا يدخل القبر رجل قارف أهله الليلة، فلم يدخل عثمان القبر، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، حديث رقم (٦٨٥١/ ٢٣٥٠) وسكت عنه الذهبي في (التلخيص) . الحديث الثاني: عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال: شهدت دفن بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو جالس على القبر، ورأيت عينيه تدمعان فقال: هل منكم رجل لم يقارف الليلة أهله؟ فقال أبو طلحة: أنا يا رسول اللَّه، قال: فانزل في قبرها. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، حديث رقم (٦٨٥٣/ ٢٤٥١) ، قال الذهبي في (التلخيص) : على شرط البخاري ومسلم. [ (٢) ] زيادة للسياق من (البخاري) . [ (٣) ] وفيه: «هل منكم رجل» في الرواية الثانية، وفيها: «بلال بن علي» . [ (٤) ] (فتح الباري) : ٣/ ١٩٤، كتاب الجنائز، باب (٣٢) قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنّته لقول اللَّه تعالى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: كلكم راع ومسئول عن رعيته، فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي اللَّه عنها: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى، وهو كقوله تعالى: وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ، وما يرخص من البكاء من غير نواح، وقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، وذلك أنه أول من سنّ القتل، حديث رقم (١٢٨٥) . قوله: «شهدنا بنتا للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم» ، هي أم كلثوم زوج عثمان، رواه الواقدي عن فليح بن سليمان بهذا الإسناد، وأخرجه ابن سعد في (الطبقات) في ترجمة أم كلثوم، وكذا الدولابيّ في (الذرية الطاهرة) ، وكذلك رواه الطبري والطحاوي من هذا الوجه، ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، فسماها رقية. أخرجه البخاري في (التاريخ الأوسط) ، والحاكم في (المستدرك) ، قال البخاري: ما أدري ما هذا؟ فإن رقية ماتت والنبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ببدر لم يشهدها قال الحافظ ابن حجر: وهم حماد في تسميتها فقط، ويؤيد الأول ما رواه ابن سعد أيضا في ترجمة أم كلثوم من طريق عمرة بنت عبد الرحمن قالت: نزل في حفرتها أبو طلحة. قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لم يقارف» بقاف وفاء، زاد ابن المبارك عن فليح: «أراه يعني الذنب» ، وقيل: معناه لم يجامع تلك الليلة، وبه جزم ابن حزم وقال: معاذ اللَّه أن يتبجح أبو طلحة عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بأنه لم يذنب تلك الليلة.