للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخراج دارابجرد [ (١) ] من فارس، وألا يشتم عليّ وهو يسمع، فالتزم شروطه كلها [ (٢) ] ، وحقق اللَّه بذلك

قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في الحسن: إن ابني هذا سيد، وعسى اللَّه أن يبقيه حتى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين [ (٣) ] ، ثم قام الحسن في أهل العراق فقال: يا أهل العراق! إنه سخّى بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي [ (٤) ] .

وتسلم معاوية الأمر لخمس بقين من ربيع الأول، وقيل من ربيع الآخر، وقيل من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وكانت خلافة الحسن خمسة أشهر ونصف، وقيل: ستة أشهر، ودخل معاوية الكوفة فقال له عمرو بن العاص: لتأمر الحسن أن يقوم فيخطب الناس ليظهر لهم عيه،

فخطب معاوية الناس، ثم أمر الحسن أن يخطبهم، فقام فحمد اللَّه بديهة ثم قال:


[ (١) ] دارابجرد: بعد الألف الثانية باء موحدة ثم جيم ثم راء ودال مهملة: ولاية بفارس، ينسب إليها كثير من العلماء، منهم: أبو علي الحسن بن يوسف الدارابجردي الخطيب، ودارابجرد: قرية من كورة إصطخر، وبها معدن الزئبق، ودارابجرد أيضا موضع بنيسابور، ينسب إليه أبو الحسن علي بن الحسين ابن موسى بن ميسرة الدارابجردي، ويقال دارابجرد. (معجم البلدان) : ٢/ ٤٧٨، موضع رقم (٤٥٤٩) ، وقال في هامشه: دارابجرد: كورة بفارس نفيسة، عمّرها داراب بن فارس، قال الإصطخري: بها كهف الموميا، وقال أيضا: بناحية دارابجرد جبال من الملح الأبيض، والأصفر، والأحمر والأسود، ينحت منها الموائد والصحون، والغضائر وغيرها من الظروف، وتهدى إلى سائر البلاد، وبها معدن الزئبق. (هامش المرجع السابق) ، نقلا عن (آثار البلاد) : ١٨٨.
[ (٢) ] قال ابن الأثير وكأن الّذي طلب الحسن من معاوية أن يعطيه ما في بيت مال الكوفة، ومبلغه خمسة آلاف ألف، وخراج دارابجرد من فارس، وألا يشتم عليا، فلم يجبه إلى الكفّ عن شتم عليّ، فطلب أن لا يشتم وهو يسمع، فأجابه إلى ذلك، ثم لم يف له به أيضا، وأما خراج دارابجرد، فإن أهل البصرة منعوه منه وقالوا: هو فيئنا لا نعطيه أحدا، وكان منعهم بأمر معاوية. (الكامل في التاريخ) :
٣/ ٤٠٥، ذكر تسليم الحسن بن علي الخلافة إلى معاوية.
[ (٣) ] (مسند أحمد) : ٦/ ٣٧، حديث رقم (١٩٩٩٤) ، ٦/ ٢٧، حديث رقم (١٩٩٣٥) ، ٦/ ١٨، حديث رقم (١٩٧٨) ، (المطالب العالية) : ٤/ ٧٣، حديث رقم (٤٠٠٠) ، قال الحافظ: هو في صحيح البخاري من وجه آخر عن الحسن عن أبي بكرة.. وأخرجه البزار برجال الصحيح من حديث جابر رضي اللَّه عنه. ر: (مجمع الزوائد) : ٩/ ١٧٨.
[ (٤) ] (تاريخ الطبري) : ٥/ ١٥٩، ذكر بيعة الحسن بن عليّ، (الكامل في التاريخ) : ٣/ ٤٠٥.