للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على بن أبي طالب بعد فاطمة رضي اللَّه عنهم، وأوصته بذلك فاطمة، فولدت له محمدا الأوسط.

وقال الزبير بن بكار: لم تلد له، وقتل علي وأمامة عنده، فقالت أم الهيثم النخعية [ (١) ] :

أشاب ذؤابتي وأذلّ ركني ... أمامة يوم فارقت القرينا

تطيف به [ (٢) ] لحاجتها إليه [ (٢) ] ... فلما استيأست رفعت رنينا

وكان علي رضي اللَّه عنه قال لها: تزوجي، فإن أردت التزويج فلا تخرجي من رأي المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب،

فحملها عمها عبد الرحمن ابن محرز بن حارثة بن ربيعة من الكوفة إلى المدينة، فكتب معاوية إلى مروان بن الحكم يأمره أن يخطبها عليه، ففعل فجاءت إلى المغيرة بن نوفل تستأمره، فقال:

أنا خير لك منه، فاجعلي أمرك إليّ، وأشهد عليها برضاها بكل ما صنع.

فلما استوثق دعا رجلا وقال: تزوجتها وأصدقتها أربعمائة دينار، فكتب مروان بذلك إلى معاوية، وكتب إليه: هي أملك بنفسها فدعها وما اختارت، وأسرها للمغيرة في نفسه، ثم بعثه إلى الصفراء [ (٣) ] فمات بها.

وقد ولدت له أمامة يحيى بن المغيرة، وبه كان يكنى، وماتت أمامة، وقال الزبير: ولم تلد له، فليس لزينب عقب [ (٤) ] ، وأما اللتان من فاطمة رضي اللَّه عنها


[ (١) ] من المرجعين السابقين.
[ (٢) ] في (خ) : «بها» ، «إليها» ، وصوبناهما من المرجعين السابقين.
[ (٣) ] الصّفراء: بلفظ تأنيث الأصفر من الألوان، وادي الصفراء: من ناحية المدينة، وهو واد كثير النخل والزرع والخير في طريق الحاج، وسلكه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غير مرة، وبينه وبين بدر مرحلة.
ومن حديث أبي سلمة: عن عائشة، قالت: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في غزوة بدر الأخيرة، حتى إذا كنا بالأثيل عند الصفراء بين ظهراني الأراك، قال لي: تعالي حتى أسابقك. (معجم البلدان) :
٣/ ٤٦٨، موضع رقم (٧٥٦٧) ، (معجم ما استعجم) : ٣/ ٨٣٦) .
[ (٤) ] (الإصابة) : ٧/ ٥٠٣، ترجمة رقم (١٠٨٢٢) .
وقال عمر بن شبة: حدثنا علي بن محمد النّوفلي، عن أبيه، أنه حدثه عن أهله أن عليا لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت العاص: إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي- يعني معاوية- فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا،
فلما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه، وبذل لها مائة ألف دينار، فأرسلت إلى المغيرة: إن هذا قد أرسل يخطبني