للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


[ () ] الصدقة ويدخل فيهم الذرية، وبذلك يجمع بين الأحاديث.
قال ابن حجر المكيّ: هم مؤمنو بنى هاشم والمطلب عند الشافعيّ وجمهور العلماء، وقيل أولاد فاطمة ونسلهم، وقيل: أزواجه وذريته، لانهم ذكروا جملة في رواية. وردّ بأنه ثبت الجمع بين الثلاثة في حديث واحد، وقيل: كل مسلم، ومال إليه مالك، واختاره الزهري وآخرون، وهو قول سفيان الثوري وغيره، ورجحه النووي في (شرح مسلم) .
وقال الإمام الشوكانى في (نيل الأوطار) : واستشكل جماعة من العلماء التشبيه للصلاة عليه صلّى اللَّه عليه وسلّم بالصلاة على إبراهيم- كما وقع في هذه الرواية- أو على آل إبراهيم كما في بعض الرواية، مع أن المشبه دون المشبه به في الغالب، وهو صلّى اللَّه عليه وسلّم أفضل من إبراهيم وآله وأجيب عن ذلك بأجوبة:
منها: أن المشبّه مجموع الصلاة على محمد وآله بمجموع الصلاة على إبراهيم وآله، وفي آل إبراهيم معظم الأنبياء فالمشبه به أقوى من هذه الحيثية.
ومنها: أن التشبيه وقع لأصل الصلاة بأصل الصلاة، لا للقدر بالقدر.
ومنها: أن التشبيه وقع في الصلاة على الآل لا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهو خلاف الظاهر.
ومنها: أنه كان ذلك منه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قبل أن يعلمه أنه أفضل من إبراهيم.
ومنها: أن مراده صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتم النعمة عليه كما أتمها على إبراهيم وآله.
ومنها: مراده صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يبقى له لسان صدق في الآخرين كإبراهيم.
ومنها: أنه سأله أن يتخذه اللَّه خليلا كإبراهيم.
«وبارك على محمد» :
البركة هي الثبوت والدوام، من قولهم: برك البعير إذا ثبت ودام، أي أدم شرفه، وكرامته، وتعظيمه.
«إنك حميد مجيد» ،
أي محمود الأفعال، مستحق لجميع المحامد، لما في الصيغة من المبالغة، وهو تعليل لطلب الصلاة منه. والمجيد: المتصف بالمجد، وهو كمال الشرف والكرم، والصفات المحمودة.
قال المنذري: وأخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة (عون المعبود) :
٣/ ١٨٥- ١٨٨ مختصرا.
وأخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه، (الإحسان) : ٥/ ٢٨٦ كتب الصلاة، باب (١٠) باب صفة الصلاة، ذكر وصف الصلاة على المصطفى صلّى اللَّه عليه وسلّم، حديث رقم (١٩٥٧) ، وقال في هامشه:
إسناده قوى، وذكر البيان بأن القوم إنما سألوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن وصف الصلاة التي أمرهم اللَّه جلّ وعلا أن يصلوا بها على رسول صلّى اللَّه عليه وسلّم: ٢٨٦، حديث رقم (١٩٥٨) ، وقال في هامشه: إسناده صحيح على شرط الشيخين، ما خلا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، فإنه من رجال مسلم.
وهو في (الموطأ) : ١/ ١٦٥- ١٦٦ في الصلاة، باب ما جاء في الصلاة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، (مسند الإمام الشافعيّ) : ٤٢، باب ومن كتاب استقبال القبلة في الصلاة، (مسند الإمام أحمد) :
٥/ ٩٧، بقية حديث أبى مسعود الأنصاري، حديث رقم (١٦٦٢٤) ، ٦/ ٣٦٨، حديث رقم (٢١٨٤٧) ، مسلم (٤٠٥) في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد التشهد، والبيهقي في (السنن) ٢/ ١٤٦ وابن ماجة في (السنن) : ١/ ٢٩٢، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب (٢٥) الصلاة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديث رقم (٩٠٣) ، (٩٠٤) بسياقات مختلفة.