إسناده صحيح كما قال الحافظ في (الفتح) . يحيى بن يمان، عن الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد اللَّه بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: تزوجني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في شوال، وأعرس بى في شوال، فأى نسائه كان أحظى عنده منى. [وكانت العرب تستحب لنسائها أن يدخلن على أزواجهن في شوال، أخرجه مسلم في النكاح، باب استحباب التزوج والتزويج في شوال، واستحباب الدخول فيه، والدارميّ في النكاح، باب بناء الرجل بأهله في شوال، وأحمد في (المسند) ، وابن سعد في (الطبقات) ، وابن ماجة في النكاح، باب متى يستحب البناء بالنساء، والنسائي في النكاح، باب التزويج في شوال، من طرق عن سفيان بن عيينة، وفيه عندهم: وكانت عائشة رضى اللَّه عنها تستحب أن تدخل نساءها في شوال. وقالت عائشة رضى اللَّه عنها ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ما كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يذكرها. [أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم باب تزويج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خديجة وفضلها، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضل خديجة رضى اللَّه عنها. قال الحافظ الذهبي في (سير الأعلام) : وهذا من أعجب شيء! أن تغار رضى اللَّه عنها من امرأة عجوز توفيت قبل تزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعائشة بمديدة، ثم يحميها اللَّه تعالى من الغيرة من عدة نسوة يشاركنها في النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فهذا من ألطاف اللَّه بها وبالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، لئلا يتكدر عيشهما، ولعله إنما خفّف أمر الغيرة عليها حبّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لها، وميله إليها. فرضى اللَّه تعالى عنها وأرضاها. معمر عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: دخلت امرأة سوداء على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. فأقبل عليها، قالت: فقلت يا رسول اللَّه! أقبلت على هذه السوداء هذا الإقبال؟ فقال صلّى اللَّه عليه وسلم: إنها كانت تدخل على خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان [رجاله ثقات، وأخرج الحاكم نحوه في (المستدرك) من طريق صالح بن رستم، عن ابن أبى مليكة، عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو عندي، فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزينية، فقال: بل أنت حسّانة المزينية، كيف أنتم كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير، بأبي أنت وأمى يا رسول اللَّه. فلما خرجت قلت: يا رسول اللَّه! تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ قال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في (التلخيص) . وأخرج البخاري في النكاح، باب غيرة النساء ووجدهن، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة.. لأبى أسامة، عن هشام بلفظ: إني لأعلم إذا كنت عنى راضية وإذا كنت عليّ غضبى، قالت: وكيف يا رسول اللَّه؟ قال: إذا كنت عنى راضية، قلت: لا وربّ محمد، وإذا كنت عليّ غضبى، قلت: لا وربّ إبراهيم، قلت أجل واللَّه، ما أهجر إلا اسمك.