للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليس عنده، وقيل: بسبب مارية أم إبراهيم عليه السّلام [ (١) ] ، وقيل: لرد زينب نصيبها من الهدية.

وكان ينفق على نسائه كل سنة [ثمانين] وسقا من شعير، وثمانين وسقا من تمر، وقيل: لم يصح أن هذا العدد لكل واحدة منهن في العام [ (٢) ] ، فاللَّه


[ () ]
مخافة ربى والحياء يصدني ... وإكرام بعلي أن تنال مراكبه
وقد روى هذا من طرق، وهو من المشهورات (تفسير ابن كثير) : ١/ ٢٧٦.
[ (١) ] (تفسير ابن كثير) : ٤/ ٤١٥، تفسير سورة التحريم، (فتح الباري) : ٩/ ٥٣١، كتاب الطلاق، باب (٢١) قول اللَّه تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ إلى قوله: سَمِيعٌ عَلِيمٌ، حديث رقم (٥٢٨٩) ، (مسلم بشرح النووي) : ١٠/ ٣٣٧، باب (٥) في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن، وقوله تعالى: (وإن تظاهرا عليه) ، حديث رقم (٣٠) إلى رقم (٣٥) .
[ (٢) ] قال تقى الدين المقريزي: اللَّهمّ صلّ عليه من نبي كان يأكل الطيبات من الطعام، وينكح المبرءات من العيوب والآثام، ويستخدم الموالي من الأرقاء والأحرار، ويصرفهم في مهنته مهماته الجليلات الأقدار، ويركب البغلة الراتعة ويلبس الحبرة والقباء، ويمشى منتعلا وحافيا من مسجده إلى نحو قباء، ويدخر لأهله مما أتاه اللَّه عليه أقوات سنة كاملة، ويجعلها تحت أيديهم محرزة حاصلة، ويؤثر بقوته وثوبه أهل الحاجة والمساكين، ثقة منه بخير الرازقين (إمتاع الأسماع) : ١/ ٣ مقدمة المؤلف، لكن قال القسطلاني تحت [إشكال وجواب] :
وقد استشكل كونه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه كانوا يطوون الأيام جوعا، مع ما يثبت أنه صلّى اللَّه عليه وسلم كان يرفع لأهله قوت سنة، وأنه صلّى اللَّه عليه وسلم قسم بين أربعة أنفس من أصحابه ألف بعير مما أفاء اللَّه عليه، وأنه ساق في عمرته مائة بدنة فنحرها وأطعمها المساكين، وأنه أمر لأعرابى بقطيع من الغنم، وغير ذلك، مع من كان معه من أصحاب الأموال، كأبى بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة وغيرهم، مع بذلهم أنفسهم وأموالهم بين يديه، وقد أمر بالصدقة، فجاء أبو بكر بجميع ماله، وعمر بنصفه، وحث على تجهيز جيش العسرة، فجهزهم عثمان بألف بعير، إلى غير ذلك.
وأجاب عنه الطبري- كما حكاه في (فتح الباري) - أن ذلك كان منهم في حالة دون حالة، لا لعوز وضيق، بل تارة للإيثار، وتارة لكراهة الشبع وكثرة الأكل.
وتعقب بأن ما نفاه مطلقا فيه نظر، لما تقدم من الأحاديث.
وأخرج ابن حبان في صحيحه عن عائشة: من حدثكم أنا كنا نشبع من التمر فقد كذبكم، فلما افتتحت قريظة أصبنا شيئا من التمر والودك، إلى غير ذلك.
قال الحافظ ابن حجر: والحق أن الكثير منهم كانوا في حال ضيق قبل الهجرة، حيث كانوا بمكة، ثم