للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قريظة، ويقال: من بنى النضير، والأكثر أنها من بنى قريظة، ويقال: اسمها ربيحة، كانت متزوجة في بنى قريظة بابن عم لها يقال له: الحكم أو عبد الحكم، فلما غزا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قريظة وغنم أموالهم، أخذ ريحانة صفيا- وكانت جميلة- فعرض عليها أن تسلم، فأبت إلا اليهودية، فعزلها ووجد في نفسه.

فأرسل إلى ابن سعية، فذكر له ذلك فقال: فداك أبى وأمى، هي تسلم، وخرج حتى جاءها، فجعل يقول لها: لا تتبعى قومك، فقد رأيت ما حل [على آل] حيي بن أخطب، وأسلمى يصطفيك رسول اللَّه لنفسه.

فبينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في أصحابه، إذ سمع وقع نعل فقال: إن هاتين لنعلا ابن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فجاءه فقال: يا رسول اللَّه، قد أسلمت ريحانة، فسرّ بذلك، وأرسل بها إلى بيت سلمى بنت قيس أم المنذر فكانت عندها حتى حاضت حيضة، ثم طهرت من حيضتها.

فجاءها في منزل أم المنذر،

فقال لها: إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت، وإن أحببت أن تكوني في ملكي وأطؤك بالملك فعلت،

فقال:


[ () ] جويرية في غزوة المريسيع، وهي ابنة الحارث بن أبى ضرار، وسبى صفية بنت حيي بن أخطب من بنى النضير، وكانت مما أفاء اللَّه عليه، فقسم لهما، واستسرى جاريته القبطية فولدت له إبراهيم، واستسرى ريحانة من بنى قريظة، ثم أعتقها فلحقت بأهلها، واحتجبت، وهي عند أهلها. وهذه فائدة جليلة، أغفلها ابن الأثير.
وأخرج ابن سعد عن الواقدي من عدة طرق، أنه صلّى اللَّه عليه وسلم تزوجها، وضرب عليها الحجاب، ثم قال:
وهذا الأثر عند أهل العلم. وسمعت من يروى أنه كان يطؤها بملك اليمين.
وأورد ابن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري، أنها خيّرت، فقالت: يا رسول اللَّه، أكون في ملكك، فهو أخفّ عليّ وعليك، فكانت في ملكه يطؤها إلى أن ماتت، لها ترجمة في: (الإصابة) :
٧/ ٦٥٨- ٦٦٠، ترجمة رقم (١١١٩٧) ، (الاستيعاب) : ٤/ ١٨٤٧، ترجمة رقم (٣٣٥٠) ، (طبقات ابن سعد) : ٨/ ٩٢، (أعلام النساء) : ١/ ٤٧٤، (عيون الأثر) : ٢/ ٣٠٩، (صفة الصفوة) : ١/ ٧٨، (المواهب اللدنية) : ٢/ ١٠٠- ١٠١.