للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلمة بن هشام بن المغيرة أسلم قديما، وحبس وعذب في اللَّه، وهاجر إلى الحبشة، وقدم المدينة بعد الخندق، وقتل يوم مرج الصّفّر سنة أربع عشرة، وقيل: قتل بأجنادين سنة ثلاث عشرة، وكان من خيار الصحابة [ (١) ] .


[ () ] وله حديث في الترمذي من رواية أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده، إن كان الضمير يعود على موسى.
وروى الزبير، من طريق عبد العزيز بن أبان، عن خالد بن سعيد عن أبيه، عن ابن عمر، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ببردة، فقالت: إني نذرت أن أعطى هذه البردة لأكرم العرب، فقال:
أعطيها لهذا الغلام، وهو واقف، يعنى سعيدا هذا.
قال الزبير: والثياب السعدية تنسب إليه.
وذكر ابن سعد في ترجمته قصة ولايته على الكوفة بعد الوليد بن عقبة لعثمان، وشكوى أهل الكوفة منه، وعزله مطولا. وكان معاوية عاتبه على تخلفه عنه في حروبه، فاعتذر، ثم ولاه المدينة، فكان يعاقب بينه وبين مروان في ولايتها.
وروى ابن أبى خيثمة، من طريق يحيى بن سعيد، قال: قدم محمد بن عقيل بن أبى طالب على أبيه، فقال له: من أشرف الناس؟ قال: أنا وابن أمى، وحسبك بسعيد بن العاص.
وقال معاوية: كريمة قريش سعيد بن العاص، وكان مشهورا بالكرم والبرّ، حتى كان إذا سأله سائل وليس عنه ما يعطيه كتب له بما يريد أن يعطيه مسطورا، فلما مات كان عليه ثمانون ألف دينا، فوفاها عنه ولده عمرو الأشدق.
وحجّ سعيد بالناس في سنة تسع وأربعين، أو سنة اثنتين وخمسين، ولبث بعدها. وروى عن صالح ابن كيسان، قال: كان سعيد بن العاص حليما وقورا، وكان إذا أحب شيئا أو أبغضه لم يذكر ذلك، ويقول: إن القلوب تتغير، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم، عائبا غدا.
ومن محاسن كلامه: لا تمازح الشريف فيحقد عليك، ولا تمازح الدنىء فتهون عليه. ذكره في (المجالسة) من طريق أبى عبيدة، وأخرجه ابن أبى الدنيا من وجه آخر عن ابن المبارك.
ومن كلامه: موطنان لا أعتذر من العيّ فيهما: إذا خاطبت جاهلا، أو طلبت حاجة لنفسي، ذكره في (المجالسة) ، من طريق الأصمعي. وقال مصعب الزبيري: كان يقال له: عكة العسل. وقال الزبير ابن بكار: مات سعيد في قصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين. له ترجمة في: (الإصابة) :
٣/ ١٠٧- ١٠٩، ترجمة رقم (٣٢٧٠) ، (الاستيعاب) : ٢/ ٦٢١- ٦٢٤، ترجمة رقم (٩٨٧) ، (طبقات ابن سعد) : ٥/ ١٩- ٢١، (أسماء الصحابة الرواة) : ٣٧٢، ترجمة رقم (٦٠٨) ، (تلقيح الفهوم) : ٣٨١، (سير أعلام النبلاء) : ٣/ ٤٤٤- ٤٤٩، ترجمة رقم (٨٧) ، (الوافي بالوفيات) :
١٥/ ٢٢٧، (جمهرة أنساب العرب) : ٨٠، (الجرح والتعديل) : ٤/ ٤٨، (تهذيب الأسماء واللغات) : ١/ ٢١٨، (شذرات الذهب) : ١/ ٦٥.
[ (١) ] هو سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، أخو أبى جهل والحارث،