وقال ابن إسحاق: وكان أول من قدم مكة من المهاجرين بعد أبى سلمة عامر بن ربيعة، وعبد اللَّه ابن جحش، احتمل بأهله وأخيه عبد اللَّه، وكان أبو أحمد ضريرا، يطوف بمكة أعلاها وأسفلها بغير قائد، وكانت عنده الفارعة بنت أبى سفيان بن حرب، وشهد بدرا والمشاهد، وكان يدور مكة بغير قائد، وفي ذلك يقول: حبّذا مكة من وادي ... بها أهلي وعوّادي بها ترسخ أوتادي ... بها أمشى بلا هادي وجزم ابن الأثير بأنه مات بعد أخته زينب بنت جحش، وفيه نظر، فقد قيل: إنه الّذي مات فبلغ أخته موته، فدعت بطيب فمسته. ووقع في الصحيحين من طريق زينب بنت أم سلمة، قالت: دخلت على زينب بنت جحش حين توفى أخوها، فدعت بطيب فمسته، ثم قالت: ما لي بالطيب من حاجة، ولكنى سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: لا يحل لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر أن تحدّ على ميت فوق ثلاث إلا على زوج ... الحديث. ويقوى أنّ المراد بهذا أبو أحمد أن كلا من أخويها عبد اللَّه وعبيد اللَّه مات في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، أما عبد اللَّه المكبر فاستشهد بأحد، وأما أخوها عبيد اللَّه المصغر فمات نصرانيا بأرض الحبشة، وتزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم امرأته أم حبيبة بنت أبى سفيان بعده. (الإصابة) : ١/ ٤٦٦، ترجمة رقم (١١٠٩ ز) ، ٧/ ٦- ٧، ترجمة رقم (٩٤٩٢) ، (سيرة ابن شهام) : ٤/ ٧٨، ٢/ ١٦٦. [ (١) ] هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ووالدة الزبير بن العوام- أحد العشرة- وهي شقيقة حمزة، أمها هالة بنت وهب خالة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وكان أول من تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثم هلك، فخلف عليها العوام بن خويلد بن أسد ابن عبد العزى، فولدت له الزبير والسائب، وأسلمت، وروت، وعاشت إلى خلافة عمر رضى اللَّه عنه (الاستيعاب) : ٤/ ١٨٧٣. ترجمة رقم (٤٠٠٧) ، (الإصابة) : ٧/ ٧٤٣، ترجمة رقم (١١٤٠٥) ، (طبقات ابن سعد) : ٨/ ٢٧. [ (٢) ] انظر التعليق السابق.