وروى ابن المبارك عن جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن يقول: لما كان يوم الحرة قتل أهل المدينة، فكان فيمن قتل ابنا زينب ربيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحملا ووضعا بين يدها مقتولين، فقالت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، واللَّه إن المصيبة عليّ فيهما لكبيرة، وهي عليّ في هذا أكبر منها في هذا، أما هذا فجلس في بيته فكفّ يده، فدخل عليه، وقتل مظلوما، وأنا أرجو له الجنة. وأما هذا فبسط يده فقاتل حتى قتل، فلا أدرى على ما هو في ذلك فالمصيبة به عليّ أعظم منها في هذا. قال جرير: وهما ابنا عبد اللَّه بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزيز بن قصىّ. قال ابن سعد في (الطبقات) : كانت أسماء بنت أبى بكر أرضعتها، فكانت أخت أولاد الزبير. وقال بكر بن عبد اللَّه المزني: أخبرنى أبو رافع- يعنى الصائغ- قال: كنت إذا ذكرت امرأة فقيهة في المدينة ذكرت زينب بنت أبى سلمة. ذكرها العجليّ في (ثقات التابعين) ، كأنه كان يشترط للصحبة البلوغ، وأنها لم تحفظ. قال الحافظ في (الإصابة) : وروينا في القطعيات، من طريق عطاف بن خالد، عن أمه، عن زينب بنت أبى سلمة، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إذا دخل يغتسل تقول أمى: ادخلى عليه، فإذا دخلت نضح في وجهي من الماء، ويقول: ارجعي. قالت: فرأيت زينب وهي عجوز كبيرة، ما نقص من وجهها شيء وفي رواية ذكرها أبو عمر في (الاستيعاب) : فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعمرت. وذكرها ابن سعد في (الطبقات) : فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا، وروى عن أزواجه. (الاستيعاب) : ٤/ ١٨٥٤- ١٨٥٦، ترجمة رقم (٣٣٦١) ، (الإصابة) : ٧/ ٦٨٥- ٦٧٦، ترجمة رقم (١١٢٣٥) ، (طبقات ابن سعد) : ٨/ ٢٣٨.