للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن حديث أبى عبد الرحمن محمد بن عبيد اللَّه [] ، عن عطاء عن ابن عباس رضى اللَّه عنه قال: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ثلاث قلانس:

قلنسوة بيضاء مضرّبة، وقلنسوة لاطية، وقلنسوة ذات آذان يلبسها في السفر.

ومن حديث عتبة بن الوليد، عن الأوزاعي، عن خويلد بن عثمان قال:

لقيت عبد اللَّه بن يسر فقال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وله قلنسوة مضربة، وقلنسوة لها آذان، وقلنسوة لاطية.

وللترمذي من حديث وكيع، حدثنا الربيع بن صبيح، عن سويد بن أبان عن أنس: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يكثر دهن رأسه، وتسريح لحيته، ويكثر القناع، كأن ثوبه ثوب زيّات [ (١) ] .


[ () ] ثم قال: أجود إسناد في القلانس، ما رواه أبو الشيخ عن عائشة: «كان صلّى اللَّه عليه وسلم يلبس القلانس في السفر ذوات الآذان، وفي الحضر المضمرة» يعنى الشامية.
[ (١) ] (الشمائل المحمدية) : ٥١ باب ما جاء في ترجل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، حديث رقم (٣٣) ، ١١٤، باب ما جاء في تقنع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، حديث رقم (١٢٧) ، قوله: «كثر دهن رأسه» : الدّهن هو استعمال الدّهن من زيت وغيره في تجميل الشعر وتحسينه، قوله: «حتى كأن ثوبه ثوب زيات» : يحتمل أن يراد بالثوب هنا القناع الّذي يوضع على الرأس بعد دهنها، والزيات: بائع الزيت. وهذا الحديث تفرد به الترمذي، وفي إسناده الربيع بن صبيح وفيه ضعف، فهو وإن كان صدوقا عابدا مجاهدا إلا أنه سيئ الحفظ، وكذلك يزيد بن أبان الرقاشيّ القاصّ الزاهد: ضعيف.
وقد أخرجه ابن سعد في (الطبقات) : وأبو الشيخ في (أخلاق النبي) صلّى اللَّه عليه وسلم، والبغوي في (شرح السنة) كلهم من طريق الربيع بن صبيح به، وزاد السيوطي نسبته في (الجامع الصغير) للبيهقي، وضعفه الحافظ العراقي في (المغنى عن الأسفار) ، وقال ابن كثير: فيه غرابة ونكارة.
وقد أخرج الذهبي في (ميزان الاعتدال) نحوه في ترجمة الحسن بن دينار من طريقه عن قتادة عن أنس، وقال الحافظ الذهبي: هذا خبر منكر جدا، والحسن بن دينار، قال ابن حبان: تركه وكيع وابن المبارك، فأما أحمد ويحيى فكانا يكذبانه، وفي إسناده أيضا بكر بن السميدع، ولا يعرف، كما قال الذهبي.