وقيل: إن عبد المطلب رأى رؤيا تدل على ظهور النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وكان ذلك مشهورا عندهم، فأراد النبي صلى اللَّه عليه وسلم تذكيرهم بذلك، وتنبيههم بأنه صلى اللَّه عليه وسلم لا بدّ من ظهوره على الأعداء، وأن العاقبة له، لتقوى نفوسهم، وأعلمهم أيضا بأنه ثابت، ملازم للحرب، لم يول مع من ولى، وعرّفهم موضعه، ليرجع إليه الراجعون. واللَّه تعالى أعلم. ومعنى قوله صلى اللَّه عليه وسلم: «أنا النبي لا كذب» ، أي أنا النبي حقا، فلا أفرّ ولا أزول، وفي هذا دليل على جواز قول الإنسان في الحرب: أنا فلان، وأنا ابن فلان، ومثله قول سلمة: أنا ابن الأكوع، وقول عليّ رضى اللَّه عنه: أنا الّذي سمتني أمى حيدرة، وأشباه ذلك. وقد صرّح بجوازه علماء السلف، وفيه حديث صحيح، قالوا: وإنما يكره ذلك على وجه الافتخار كفعل الجاهلية، واللَّه تعالى أعلم. (مسلم بشرح النووي) : ١٢/ ٣٦١- ٣٦٣ مختصرا.