ويلزم ذات الجنب الحقيقي خمسة أعراض: وهي الحمى والسعال، والوجع الناخس، وضيق النفس، والنبض والمنشارى، [وهذا الوصف ينطبق على الوجع الصدرى، نتيجة التهابات الرئة، ويعالج الآن بالأدوية المضادة للميكروبات، مثل أقراص السلفا، وحقن البنسلين، قاله الدكتور الأزهري] . والعلاج الموجود في الحديث ليس هو لهذا القسم، لكن للقسم الثاني الكائن عن الريح الغليظة، فإن القسط البحري- وهو العود الهندي على ما جاء مفسرا في أحاديث أخر- صنف من القسط إذا دقّ ناعما، وخلط بالزيت المسخن، ودلك به مكان الريح المذكور أو لعق، كان دواء موافقا لذلك، نافعا له، محللا لمادته مذهبا لها، مقويا للأعضاء الباطنة، مفتحا للسّدد، والعود المذكور في منافعه كذلك. قال المسبّحي عيسى بن يحيى الجرجاني أبو سهل [طبيب حكيم، توفى سنة (٣٩٠) هـ، وله من العمر (٤٠) سنة] : العود حار يابس، قابض يحبس البطن، ويقوى الأعضاء الباطنة، ويطرد الريح، ويفتح السّدد، نافع من ذات الجنب، ويذهب فضل الرطوبة، والعود المذكور جيد للدماغ. قال: ويجوز أن ينفع القسط من ذات الجنب الحقيقية أيضا إذا كان حدوثها عن مادة بلغمية، لا سيما في وقت انحطاط العلة، واللَّه تعالى أعلم. (زاد المعاد) : ٤/ ٨١- ٨٣، فصل في هديه صلّى اللَّه عليه وسلّم في علاج ذات الجنب مختصرا. [ (١) ] زيادة للسياق من (سنن الترمذي) .