للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرّج الترمذي من حديث محمد بن السائب بن بركة، عن أمه، عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا أخذ أهله الوعك، أمر بالحساء فصنع، ثم أسرهم فحسوا منه، وكان يقول: إنه ليرتق [ (١) ] فؤاد المريض، ويسرو [ (٢) ] عن فؤاد السقيم، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها [ (٣) ] . هذا لفظ الترمذي.

وقال النسائي: وفؤاد المريض، وقال: كما يسرو أحدكم الوسخ بالماء عن وجهه [ (٤) ] . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه ابن المبارك عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة [رضى اللَّه عنها] ، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم [ (٥) ] .


[ () ] قال: والمراد بالفؤاد في الحديث رأس المعدة، فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته خاصة لتقليل الغذاء، والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها، ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض.
لكن المريض كثيرا ما يجتمع في معدته خلط مرارى، أو بلغمى، أو صديدى، وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة.
قال: وسماه البغيض النافع، لأن المريض يعافه، وهو نافع له، قال: ولا شيء أنفع من الحساء لمن يغلب عليه في غذائه الشعير، وأما من يغلب على غذائه الحنطة، فالأولى به في مرضه حساء الشعير.
(فتح الباري) .
[ (١) ] يرتق: يشد ويرخى، والمراد هنا الشد، لأن الحزن يرخى القلب.
[ (٢) ] يسرو: بمعنى يكشف ويجلو.
[ (٣) ] (سنن الترمذي) : ٤/ ٣٣٦، كتاب الطب، باب (٣) ما جاء ما يطعم المريض، حديث رقم (٢٠٣٩) .
[ (٤) ] (النسائي في الكبرى) : الطب، باب الدواء بالتلبينة.
[ (٥) ] ثم قال: حدثنا بذلك الحسين بن محمد، حدثنا به أبو إسحاق الطالقانيّ عن ابن المبارك.
وأخرجه ابن ماجة في (السنن) : ٢/ ١١٤٠، كتاب الطب، باب (٥) التلبينة، حديث رقم (٣٤٤٥) ، وفيه: «إنه ليرتو فؤاد الحزين، ويسر عن فؤاد السقيم» ،
وحديث رقم (٣٤٤٦) من حديث عائشة رضى اللَّه عنها قالت: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «عليكم بالبغيض النافع التلبينة»
يعنى الحساء، قالت: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا اشتكى أحد من أهله لم تزل البرمة على النار، حتى ينتهى أحد طرفيه، يعنى: يبرأ أو يموت.