[ (٢) ] (فتح الباري) : ١٠/ ١٨٩، كتاب الطب، باب (١٥) الحجامة من الشقيقة والصداع، حديث رقم (٥٧٠١) . قوله: «باب الحجامة من الشقيقة والصداع» أي بسببهما، والشقيقة- بشين معجمة وقافين- وزن عظيمة: وجع يأخذ في أحد جانبي الرأس أو في مقدمه، وذكر أهل الطب أنه من الأمراض المزمنة، وسببه أبخرة مرتفعة، أو أخلاط حارة، أو باردة، ترتفع إلى الدماغ، فإن لم تجد منفذا لها أحدثت الصداع، فإن مال إلى أحد شقي الرأس أحدث الشقيقة، وإن ملك قمة الرأس أحدث داء البيضة. وذكر الصداع بعده من ذكر العام بعد الخاص. وأسباب الصداع كثيرة جدا: منها ما تقدم، ومنها ما يكون عن ورم في المعدة أو في عروقها، أو ريح غليظة فيها أو لامتلائها، ومنها ما يكون من الحركة العنيفة كالجماع والقيء، والاستفراغ، أو السهر، أو كثرة الكلام. ومنها ما يحدث عن الأعراض النفسانية كالهم والغم والحزن والجوع والحمى، ومنها ما يحدث عن حادث في الرأس كضربة تصيبه، أو ورم في صفاق الدماغ، أو حمل شيء ثقيل يضغط الرأس، أو تسخينه بلبس شيء خارج عن الاعتدال، أو تبريده بملاقاة الهواء أو الماء في البرد. وأما الشقيقة بخصوصها فهي شرايين الرأس وحدها، وتختص بالموضع الأضعف من الرأس، وعلاجها بشد العصابة. وقد أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة «أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان ربما أخذته الشقيقة، فيمكث اليوم واليومين لا يخرج» وفي الوفاة النبويّة حديث ابن عباس «خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وقد عصب رأسه» (فتح الباري) .