للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السائب بن صيفي بن عائذ، فسقط، فوقف عليه معاوية- وهو يومئذ خليفة- فقال: ارفعوا الشيخ، فلما قام قال: هيا معاوية! أجئتنا بأوباش الناس يصرعوننا حول البيت، [أما] واللَّه لقد أردت أن أتزوج أمك، فقال معاوية: ليتك فعلت فجاءت بمثل أبى السائب، يعنى عبد اللَّه بن السائب] [ (١) ] .

[قال ابن عبد البر: وهذا واضح في إدراكه الإسلام، وفي طول عمره، تم ذكر حديث الزبير الّذي تقدم ذكره، من

قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: نعم الشريك كان أبو السائب] [ (١) ] .

[قال ابن عبد البر: وهذا كله من الزبير مناقضة لما ذكر أن السائب بن السائب قتل يوم بدر كافرا، ثم ذكر ابن عبد البر قول ابن هشام الّذي تقدم ذكره، ثم قال: وهذا أولى ما عول عليه في هذا الباب، يعنى أن السائب بن السائب من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم] [ (١) ] .

وقد خرج حديث السائب- رحمه اللَّه- أبو داود في سننه [ (٢) ] ، وابن ماجة [ (٣) ] أيضا من حديث سفيان، قال: حدثني إبراهيم بن المهاجر، عن


[ (١) ] ما بين الحاصرتين ليس في (ج) .
[ (٢) ] (سنن أبى داود) : ٥/ ١٧٠- ١٧١، كتاب الأدب، باب (٢٠) في كراهية المراء، حديث رقم (٤٨٣٦) .
وقال في هامشه: السائب هذا قد ذكر بعضهم أنه قتل كافرا يوم بدر، قتله الزبير بن العوام، وذكر بعضهم أنه أسلم وحسن إسلامه، وهذا هو المعول عليه، وقد ذكره غير واحد من الأئمة في كتب الصحابة، والسائب بن أبى السائب من المؤلفة قلوبهم [من المنذري باختصار] .
قال الشيخ:
قوله: «لا تدارى»
يعنى لا تخالف ولا تمانع، وأصل الدرء: الدفع، يصفه صلّى اللَّه عليه وسلّم بحسن الخلق والسهولة في المعاملة.
وقوله: «لا تمارى»
يريد المراء والخصومة، (معالم السنن) .
[ (٣) ] (سنن ابن ماجة) : ٢/ ٧٦٨، كتاب التجارات، باب (٦٣) الشركة والمضاربة، حديث رقم