وقال جماعة بقول عائشة رضى اللَّه عنها، وهو المشهور عن ابن مسعود، ومثله عن أبى هريرة أنه قال: إنما رأى جبريل، واختلف عنه، وقال بإنكار هذا وامتناع رؤيته في الدنيا جماعة من المحدّثين والفقهاء والمتكلمين. وعن ابن عباس رضى اللَّه عنهما: أنه رآه بعينه، وروى عطاء عنه أنه رآه بقلبه، وعن أبى العالية عنه: رآه بفؤاده مرتين، وذكر ابن إسحاق أن ابن عمر أرسل إلى ابن عباس رضى اللَّه عنهما يسأله: هل رأى محمد ربه؟ فقال: نعم، والأشهر عنه أنه رأى ربه بعينه، روى ذلك عنه من طرق وقال: إن اللَّه تعالى اختص موسى بالكلام، وإبراهيم بالخلة، ومحمدا صلّى اللَّه عليه وسلّم بالرؤية، وحجته قوله تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى * أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى [النجم: ١١- ٣١] . قال الماوردي: قيل: إن اللَّه تعالى قسم كلامه ورؤيته بين موسى ومحمد صلّى اللَّه عليهما وسلّم، فرآه محمد مرتين، وكلمه موسى مرتين. وحكى أبو الفتح الرازيّ، وأبو الليث السمر قندى الحكاية عن كعب، وروى عبد اللَّه بن الحارث قال: اجتمع ابن عباس وكعب، فقال ابن عباس، أما نحن بنو هاشم فنقول: إن محمدا قد رأى ربه مرتين، فكبّر كعب حتى جاوبته الجبال، وقال: إن اللَّه قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، فكلمه موسى، ورآه محمد بقلبه.