وقال محمد بن إسحاق: حدثني أبو الأحوص بن عبد اللَّه قال: خرج قوم إبراهيم إلى عيد لهم فمروا عليه فقالوا: يا إبراهيم، ألا تخرج معنا؟ قال: إِنِّي سَقِيمٌ [الصافات: ٨٩] . وقد كان قبل ذلك قال: وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ [الأنبياء: ٥٧] . فسمعه إنسان منهم فلما خرجوا إلى عيدهم انطلق إلى أهله فأخذ طعاما ثم انطلق إلى آلهتهم فقربه إليهم فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ* ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ* فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ [الصافات: ٩١- ٩٣] فكسرها إلا كبيرا لهم، ثم ربط في يده الفأس الّذي كسر به آلهتهم. فجاهرهم عند ذلك وقال: أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ؟ [الصافات: ٩٥] ، أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الأنبياء: ٦٦- ٦٧] . (المرجع السابق) . عن عكرمة في قوله تعالى قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ [الأنبياء: ٩٦] أن نار الدنيا كلها لم ينتفع بها أحد من أهلها، فلما أخرج اللَّه تبارك وتعالى إبراهيم عليه السّلام من النار زاده اللَّه في حسنه وجماله سبعين ضعفا. وعن على بن أبى طالب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: كانت البغال تتناسل، وكانت أسرع الدواب في نقل الحطب لحرق إبراهيم عليه السّلام فدعا عليها، فقطع اللَّه نسلها. وكانت الضفادع مساكنها القفار فجعلت تطفئ النار عن إبراهيم عليه السّلام فدعا لها فأنزلها اللَّه الماء، وكانت الأوزاغ تنفث عليه النار فلعنها فصارت ملعونة، فمن قتل منها أجر. (المرجع السابق) . وعن ابن عباس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: لما ألقى بإبراهيم عليه السّلام في النار قال: حسبي اللَّه ونعم الوكيل. (المرجع السابق) .