للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


[ () ] وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب (١٨) ، رحمة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم للنساء، وأمر السواق مطاياهن بالرفق بهن،
حديث رقم (٧٠) ، وفيه: «يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير»
وحديث رقم (٧١) ، وفيه: «ويحك يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير»
وحديث رقم (٧٢) ، وفيه: «أي أنجشة رويدا سوقك بالقوارير» ،
وحديث رقم (٧٣) ، وفيه: «رويدا يا أنجشة لا تكسر القوارير
يعنى ضعفة النساء» .
قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم (يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير)
وفي رواية ويحك يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير،
وفي رواية: يا أنجشة لا تكسر القوارير
يعنى ضعفة النساء، أما أنجشة فهمزة مفتوحة وإسكان النون وبالجيم وبشين معجمة، وأما رويدك فمنصوب على الصفة بمصدر محذوف أي سق سوقا رويدا، ومعناه الأمر بالرفق بهن وسوقك منصوب بإسقاط الجار، أي أرفق في سوقك بالقوارير، قال العلماء: سمى النساء قوارير لضعف عزائمهن تشبيها بقارورة الزجاج لضعفها، وإسراع الانكسار إليها واختلف العلماء في المراد بتسميتهن قوارير على قولين: ذكرهما القاضي وغيره، أصحهما عند القاضي وآخرين وهو الّذي جزم به الهروي وصاحب (التحرير) وآخرون: أن معناه أن أنجشة كان حسن الصوت وكان يحدو بهن وينشد شيئا من القريض والرجز، وما فيه تشبيب، فلم يأمن أن يفتنهن ويقع في قلوبهن حداؤه، فأمره بالكف عن ذلك، ومن أمثالهم المشهورة: الغناء رقية الزنا، قال القاضي: هذا أشبه بمقصوده صلّى اللَّه عليه وسلّم وبمقتضى اللفظ، قال: وهو الّذي يدل عليه كلام أبى قلابة المذكور في هذا الحديث في مسلم والقول الثاني: أن المراد به الرّفق في السير، لأن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي، واستلذته فأزعجت الراكب، وأتعبته، فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عند شدة الحركة، ويخاف ضررهن، وسقوطهن.
وأما «ويحك» فهكذا وقع في مسلم ووقع في غيره «ويلك» قال القاضي: قال سيبويه:
«ويل» كلمة تقال لمن وقع في هلكة، «وويح: تقال لمن أشرف على الوقوع في هلكة، وقال الفراء: «ويل وويح وويس» بمعنى، وقيل: «ويح» كلمة لمن وقع في هلكة لا يستحقها- يعنى في عرفنا- فيرثى له، ويترحم عليه، و «ويل» ضده، قال القاضي: قال بعض أهل اللغة: لا يراد بهذه الألفاظ حقيقة الدعاء وإنما يراد بها المدح، والتعجب. -