قوله: «لقد خطبنا» في رواية جرير عن الأعمش عند مسلم: «قام فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مقاما» . قوله: «إلا ذكره» ، في رواية جرير: «إلا حدث به» . قوله: «علمه من علمه وجهله من جهله» في رواية جرير: «حفظه من حفظه ونسيه من نسيه» وزاد: «قد علمه أصحابى هؤلاء» ، أي علموا وقوع ذلك المقام وما وقع من الكلام (فتح الباري) . وقد سبق ذكر حديث مسلم من طريق أبى إدريس الخولانيّ عن حذيفة، والّذي قال في آخره: «فذهب لأولئك الرهط غيري» ، وهذا لا يناقض الأول، بل يجمع بأن يحمل على مجلسين، أو المراد بالأول أعم من المراد بالثاني. (فتح الباري) . قال الحافظ في (الفتح) : أخرج هذا الحديث القاضي عياض في (الشفاء) من طريق أبى داود بسنده إلى قوله: «ثم إذا رآه عرفه» ، ثم قال حذيفة: «ما أدرى أنسي أصحابى أم تناسوه واللَّه ما ترك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا بلغ من معه ثلاثمائة إلا قد سماه لنا» . قلت: ولم أر هذه الزيادة في كتاب أبى داود، وإنما أخرجه أبو داود بسند آخر مستقل من وجه آخر عن حذيفة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه [في أول كتاب الفتن والملاحم] باب (١) ذكر الفتن ودلائلها، حديث رقم (٤٢٤٠) ] ولم أجده في (سنن الترمذي) كما ذكر المقريزي عليه رحمة اللَّه.