للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العقبة وترك الناس قال: يا حذيفة هل عرفت أحدا من الركب الذين ركبوا قال:

يا رسول اللَّه عرفت راحلة فلان وفلان وكان القوم متلثمين فلم أبصرهم من أجل ظلمة الليل [ (١) ] .

قال الواقدي حدثني يعقوب بن محمد عن [ربيح] بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدريّ عن أبيه عن جده قال: كان أهل العقبة الذين أرادوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ما أرادوا ثلاثة عشر رجلا قد سماهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لحذيفة وعمار [ (٢) ] .

وحدثني معمر بن راشد عن الزهري فقال نزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن راحلته فأوحى إليه وراحلته باركة فقامت تجر زمامها حتى أمسكها حذيفة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه فأخذ بزمامها فاقتادها حين رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جالسا فأناخها ثم جلس عندها حتى قام النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأتاه فقال: من هذا؟ قال:

أنا حذيفة فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فإنّي مسر إليك أمرا فلا تذكرنه: إني- نهيت أن أصلى على فلان وفلان رهط عدة من المنافقين ولا يعلم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكرهم لأحد غير حذيفة.

فلما توفي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان عمر بن الخطاب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه في خلافته إذا مات الرجل ممن يظن به أنه من أولئك الرهط أخذ بيد حذيفة فقاده إلى الصلاة عليه فإن مشى معه حذيفة صلّى عليه عمر، وإن انتزع يده وأبى أن يمشي انصرف معه.

حدثني ابن أبي سبرة عن سليمان بن أبى سحيم عن نافع بن جبير قال:

لم يخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أحدا إلى حذيفة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه. قال الواقدي: وهم اثنا عشر رجلا ليس فيهم قرشي وهذا الأمر المجتمع عليه عندنا [ (٣) ] وأبو ذر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه.] [ (٤) ] .


[ (١) ] (مغازي الواقدي) : ٣/ ١٠٤٢- ١٠٤٣ مختصرا.
[ (٢) ] (المرجع السابق) : ٣/ ١٠٤٤.
[ (٣) ] (مغازي الواقدي) : ٣/ ١٠٤٤- ١٠٤٥ مختصرا.
[ (٤) ] زيادة في (الأصل) .