للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج مسلم [ (١) ] من حديث معتمر قال: وسمعت أبى يحدث عن أنس بن مالك رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال أسر إلي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم سرا فما أخبرت به أحدا بعد ولقد سألتني عنه أم سليم رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه فما أخبرتها به.

وخرج مسلم من حديث معمر قال أنبأنا عمار قال أنبأنا ثابت عن أنس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: أتى على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا ألعب مع الغلمان قال فسلم علينا فبعثني إلى حاجة فأبطأت على أمي فلما جئت قالت: ما حبسك قلت: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لحاجة قالت: ما حاجته قالت؟ إنها سر،


[ () ] منه مضرة، وأكثرهم يقول: إنه إذا مات لا يلزمه كتمانه ما كان يلزم في حياته إلا أن يكون عليه فيه غضاضة.
قال الحافظ: الّذي يظهر انقسام ذلك بعد الموت: إلى ما يباح، وقد يستحب ذكره ولو كرهه صاحب السر، كأن يكون فيه تزكية له من كرامة أو منقبة أو نحو ذلك.
وإلى ما يكره مطلقا وقد يحرم وهو الّذي أسار إليه ابن بطال، وقد يجب كأن يكون فيه ما يجب ذكره كحق عليه كان يعذر بترك القيام به فيرجى بعده إذا ذكر لمن يقوم به عنه أن يفعل ذلك.
ومن الأحاديث الواردة في حفظ السر، حديث أنس «أحفظ سرى تكن مؤمنا» أخرجه أبو يعلى والخرائطى، وفيه على بن زيد، وهو صدوق كثير الأوهام، وقد أخرج أصله الترمذي وحسنه، ولكن لم يسق هذا المتن، بل ذكر بعض الحديث ثم قال: وفي الحديث طول.
وحديث «إنما يتجالس المتجالسان بالأمانة، فلا يحل لأحد أن يفشي على صاحبه ما يكره» أخرجه عبد الرزاق من مرسل أبى بكر بن حزم.
وحديث جابر رفعه «إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة» . أخرجه ابن أبى شيبة، وأبو داود، والترمذي، وله شاهد من حديث أنس عند أبى يعلى. (فتح الباري) مختصرا.
[ (١) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٦/ ٢٧٤، كتاب فضائل الصحابة، باب (٣٢) من فضائل أنس ابن مالك رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، حديث رقم (١٤٦) .