للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبعث عبد اللَّه بن رواحة فيخرّص بينه وبينهم، ثم يقول: إن شئتم فلكم، وإن شئتم فلي، فكانوا يأخذونه [ (١) ] .

قال أبو عمر بن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث بهذا الإسناد، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد جماعة رواة الموطأ، وكذلك رواه أكثر أصحاب الزهري، وقد وصله منهم صالح بن أبى الأخضر، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، قال: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لما فتح خيبر دعي اليهود، فقال: نعطيكم الثمر على أن يعملوها على النصف، أقركم ما أقركم اللَّه،

وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبعث عبد اللَّه بن رواحة يخرصها عليهم، ثم يخبرهم أيأخذون بخرصه أم يتركون.

وقال معمر عن الزهري: في هذا الحديث خمس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر، ولم يكن له ولا لأصحابه عمال ليعملونها، ويزرعونها، فدعا يهود خيبر، وكانوا أخرجوا منها، فدفع إليهم خيبر أن تعملوها على النصف، يردونه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه، وقال لهم: أقركم على ذلك ما أقركم اللَّه،

فكان يبعث إليهم عبد اللَّه بن رواحة فيخرص النخل حين يطيب، ثم يحضر يهود يأخذونها بذلك الخرص، أو يدفعونها بذلك الخرص.

قال: وإنما أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بذلك الخرص لكي تحصى الزكاة قبل أن يؤكل الثمر، ويفرق، وكانوا كذلك، وذكر تمام الخبر.

وخرج الإمام أحمد من حديث عبد الرزاق، قال: أنبأنا ابن جريج، قال: أخبرت عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها أنها قالت وهي تذكر شأن خيبر: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبعث ابن رواحة إلى اليهود، فيخرص عليهم النخل حين يطيب قبل أن يؤكل منه، ثم يخبرون يهود أيأخذونه بذلك الخرص أم يدفعونه عليهم بذلك، وإنما كان أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بالخرص لكي يحصى الزكاة قبل أن تؤكل الثمرة، ويفرق [ (٢) ] .


[ (١) ] (موطأ مالك) : ٤٩٤، كتاب المساقاة، باب ما جاء في المساقاة.
[ (٢) ] (مسند أحمد) : ٧/ ٢٣٤، حديث رقم (٢٤٧٧٧) من حديث السيدة عائشة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها، حديث رقم (٢٤٧٧٨) ، وفيه: " حين يطيب التمر، وقال: قبل أن يؤكل الثمار.