للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الصحيحين [ (١) ] عن ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يزور قباء راكبا وماشيا.

وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يأتي قباء كل سبت، ولم تزل الصحابة تزوره وتعظمه. ولما بنى عمر بن عبد العزيز المسجد النبوي، بنى مسجد قباء ووسعه، فذكر خبر ذلك هنا إن شاء اللَّه تعالى.

قال أبو غسان: طول مسجد قباء وعرضه سواء، وهو ست وستون ذراعا، وطول ذرعه في السماء تسعة عشر ذراعا، وطول رحبته التي في جوفه خمسون ذراعا، وعرضها سبعة أذرع وشبر في تسعة أذرع، وفيه ثلاثة أبواب، وثلاثة وثلاثون أسطوانة، ومواضع القناديل أربعة عشر قنديلا.

قال الحمامي: بين مسجد قباء ومسجد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ميلان ونصف.

[و] وذكر ابن زبالة أن مسجد قباء على سبع أساطين، وكانت لها درجة فيه يؤذن فيها، يقال لها النعامة، حتى زاد فيه الوليد بن عبد الملك بن مروان بعد ذلك.

وإن سعد بن عبيد [ (٢) ] بن قيس بن النعمان بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، كان يصلى في مسجد قباء في عهد


[ (١) ] رواه البخاري في التطوع، باب من أتى مسجد قباء كل سبت، وباب إتيان مسجد قباء ماشيا وراكبا، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم في الحج، باب فضل مسجد قباء، وفضل الصلاة فيه، حديث رقم (١٣٩٩) .
وأخرجه الإمام مالك في (الموطأ) : ١/ ١٦٧، في الصلاة في السفر، باب العمل في جامع الصلاة، والنسائي ٢/ ٣٧ في المساجد، باب فضل مسجد قباء والصلاة فيه.
وأخرجه أبو داود في المناسك، باب في تحريم المدينة، حديث رقم (٢٠٤٠) .
[ (٢) ] هو سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمنه بن زيد الأنصاري الأوسي.
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا. وقال ابن نمير في (تاريخه) : مات سعد ابن عبيد الفارس بالقادسية شهيدا سنة ست عشرة، وهو أبو زيد الّذي جمع القرآن.
وروى الزبير بن بكار في (أخبار المدينة) ، عن عتبة بن عويم بن ساعدة أن سعد بن