للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وفي زمان أبى بكر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، حتى توفى زمان عمر بن الخطاب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، فأمر عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه مجمع بن جارية [ (١) ] أن يصلى بهم بعد أن رده وقال له: كنت إمام مسجد الضرار، فقال: يا أمير المؤمنين، كنت غلاما حدثا، وكنت أرى أن أمرهم على أحسن ذلك، وقدمونى لما معى من القرآن، وكان قد جمع


[ () ] عبيد- وساق نسبة- كان يؤم في مسجد قباء في زمن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأبى بكر وعمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، وتوفى في زمنه، فأمر عمر فجمع ابن جارية أن يصلى بهم.
وروى البخاري في (تاريخه) من طريق قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال:
شهد سعد بن عبيد القادسية، فقام خطيبا، فقال: إنا مستشهدون غدا فلا تكفنونا إلا في ثيابنا التي أصبنا فيها ... الحديث.
وروى ابن جرير، من طريق قيس بن مسلم، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، قال: قال عمر لسعد بن عبيد- وكان انهزم يوم أصيب أبو عبيد، وكان يسمى القارئ، ولم يكن أحد يسمى القارئ غيره- فذكر قصته.
قلت: اختلف في أبى زيد الّذي جمع القرآن في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقيل هذا اسمه: وقيل:
بل اسمه سعيد. وقيل غير ذلك. (الإصابة) : ٣/ ٦٨، ترجمة رقم (٣١٧٨) .
[ (١) ] هو مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة ابن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.
له في ترجمة سعيد بن عبيد بن قيس ذكر، وأخرج له في السنن ثلاثة أحاديث صحح الترمذي بعضها.
وقال ابن إسحاق في (المغازي) : كان مجمع بن جارية بن العطاف حدثا قد جمع القرآن، وكان أبوه جارية ممن اتخذ مسجد الضرار، وكان مجمع يصلى بهم فيه: ثم إنه أحرق فلما كان زمن عمرو بن الخطاب كلم في مجمع أن يؤم قومه، فقال: لا أو ليس بإمام المنافقين في مسجد الضرار، فقال: واللَّه الّذي لا إله إلا هو، ما عملت بشيء من أمرهم، فزعموا أن عمر أذن له أن يصلى بهم، ويقال: إن عمر بعثه إلى أهل الكوفة يعلمهم القرآن فتكلم ابن مسعود فعلمه القرآن. (الإصابة) : ٥/ ٧٧٦- ٧٧٧ ترجمة رقم (٧٧٣٩) .