للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكر أبو عبد اللَّه محمد بن الحسين بن أبى إسحاق بن زبالة، أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بنى مسجده مرتين: بناه حين قدم أقل من مائة في مائة، فلما فتح اللَّه تعالى عليه خيبر، بناه وزاد عليه مثله في الدور، وضرب الحجرات، ما بينه وبين القبلة والمشرق إلى الشام، ولم يضربها في غربية.

وقد ذكر غير واحد أن المسجد النبوي بنى باللبن، وجعل له ثلاثة أبواب: باب في مؤخره، وباب يقال له باب الرحمة، وباب يدخل منه عليه السلام، وجعل طوله مما يلي القبلة إلى مؤخره مائتي ذراع.

وقال السهيليّ: وبنى مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وسقف بالجريد، وجعلت قبلته من اللبن إلى بيت المقدس، ويقال: بل من حجارة منضودة بعضها على بعض، وجعلت عمده من جريد النخل، فتخرب في خلافة عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، فجدده، فلما كانت [خلافة] عثمان رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه بناه بالحجارة المنقوشة بالقصة، وسقفه بالساج، وجعل قبلته من الحجارة إلى بيت المقدس، فلما كانت أيام بنى العباس، بناه محمد بن أبى جعفر المهدي، وزاد فيه، وذلك في سنة ستين ومائة، ثم زاد فيه المأمون بن الرشيد في سنة ثنتين ومائتين، وأتقن بنيانه.

***


[ () ] بكر بن أبى شيبة وعمرو بن على وهناد بن السري وأبو الأشعث العجليّ وآخرون. قال أبو طالب عن أحمد: من الثقات. وقال صالح بن أحمد عن أبيه حاله مقارب، وقال عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه: كان يحيى بن سعيد يختاره على عكرمة بن عمار ويقول هو أتيت حديثا منه.
قال عبد اللَّه: قال أبى: ملازم ثقة.
وقال عثمان الدارميّ عن أبى معين: ثقة وكذا قال أبو زرعة والنسائي وقال أبو حاتم صدوق لا بأس به وقال أبو داود: ليس به بأس وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال عمرو بن على كان فصيحا. قلت: وقال أبو بكر الضبعي شيخ الحاكم: فيه نظر وقال الدارقطنيّ:
يمامى ثقة يخرج حديثه. (تهذيب التهذيب) : ١٠/ ٣٤٣- ٣٤٤، ترجمة رقم (٦٨٩) .