للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاحتمله النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فوضعه حيث ترون. ترجم عليه باب من استوهب من أصحابه شيئا.

وخرج أبو داود [ (١) ] من حديث أبى عاصم، عن أبى روّاد عن نافع، عن ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لما بدّن قال: له تميم الداريّ رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، ألا أتخذ لك منبرا يا رسول اللَّه يجمع أو يحمل عظامك؟ قال صلى اللَّه عليه وسلّم: بلى، فاتخذ له صلى اللَّه عليه وسلّم منبرا مرقاتين.

خرج البخاري [ (٢) ] في كتاب البيوع، في باب النجار، من حديث خلاد قال: حدثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما قال: «إن امرأة من الأنصار قالت: يا رسول اللَّه! ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه، فإن لي غلاما نجارا؟ قال صلى اللَّه عليه وسلّم: إن شئت.

فعملت له المنبر. فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على المنبر الّذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها، حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبى الّذي يسكت حتى استقرت.

قال صلى اللَّه عليه وسلّم: بكت على ما كانت تسمع من الذكر» .

وذكره في كتاب علامات النبوة في الإسلام [ (٣) ] وفي كتاب الجمعة [ (٤) ]

كما ستأتي طرقه إن شاء اللَّه تعالى في ذكر المعجزات.


[ (١) ] (سنن أبى داود) : ١/ ٦٥٣، كتاب الصلاة، باب (٢٢١) في اتخاذ المنبر، حديث رقم (١٠٨١) ، قوله «بدّن» قال: أبو عبيد روى للتخفيف، إنما هو بالتشديد، أي كبر وأسنّ، وهو بالتخفيف: البدانة وكثرة اللحم، ولم يكن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم سمينا.
[ (٢) ] (فتح الباري) : ٤/ ٤٠٠، كتاب البيوع، باب (٣٢) النجار حديث رقم (٢٠٩٥) .
[ (٣) ] (فتح الباري) : ٦/ ٧٤٦- ٧٤٧، كتاب المناقب، باب (٢٥) علامات النبوة في الإسلام، حديث رقم (٢٥٨٣- ٢٥٨٤) .
قوله: «كصوت العشار» بكسر المهملة بعدها معجمه خفيفة جمع عشراء، تقدم شرحه في الجمعة، والعشراء الناقة التي انتهت في حملها إلى عشرة أشهر، ووقع في رواية عبد الواحد بن أيمن «فصاحت النخلة صياح الصبى» وفي حديث أبى الزبير عن جابر عن النسائي في (الكبير) «اضطربت تلك السارية كحنين الناقة الخلوج» انتهى. والخلوج بفتح الخاء